أخبار التلفزيون

أحمد بن صبان: هذه فلسفة التلفزيون الجزائري وهذا جديده

خلال لقاءٍ مع منصّة “+Jow” الإلكترونية، تحدّث المدير العام لمؤسّسة التلفزيون الجزائري، أحمد بن صبان، عن جملةٍ من القضايا التي تهمُّ المشاهد الجزائري، مثل الشبكة البرامجية لرمضان المقبل، والهوية البصرية الجديدة، والبثّ بالنظام فائق الجودة، والقناة السادسة الجديدة والدعوات إلى إطلاق قناة رياضية، كما تطرّق إلى مقاربته لدور الإعلام العمومي.

في إجابته عن سؤالٍ حول سبب إطلاقٍ قناة سادسة تُضاف إلى قنوات التلفزيون الجزائري، أوضح بن صبّان أنَّ النظام القنواتي للتلفزيون كان يفتقر إلى قناةٍ ذات محتوى إخباري تخاطب المشاهد محليّاً وعالمياً؛ حيث أنَّ المؤسّسة كانت تضمّ خمس قنواتٍ هي “قناة القرآن الكريم” التي تبثّ محتوىً دينياً، و”الأمازيغية” الناطقة بالأمازيغية بمختلف لهجاتها، و”كنال آلجيري”؛ وهي قناة جزائرية الروح والمحتوى وفرنسيةُ اللغة، إضافةً إلى الأرضية و”الجزائرية” الثالثة اللتين كانتا تشتركان في بثّ بعض البرامج الكبيرة.

وأضاف بن صبّان أنه مع أزمة فيروس كورنا، التي تعيشها الجزائر والعالم حالياً، زاد توجُّه المشاهدين إلى استهلاك الأخبار للاطلاع على ما يجري في الجزائر والعالم، ومن هنا جاء قرار إطلاق قناةٍ إخبارية، واصفاً هذه الخطوة بالقرار الشجاع “شجاعةَ العاملين في التلفزيون؛ لأنه لم يكن قراراً إدارياً، بل هو قرار مهني”.

وأوضح بن صبّان أن القناة السادسة تبثّ، حالياً، برامج القناة الأرضية بالنظر إلى كونها في فترة بثّ تجريبي، إضافةً إلى الوضع الصحّي الحالي الذي جعل المؤسّسة تعمل بجزءٍ محدود من طاقاتها البشرية، مضيفاً أنَّ الفترة المقبلة ستشهد إعادةَ تنظيمٍ للمؤسّسة؛ بحيثُ تصبح القناةُ السادسةُ هي القناة العامّة للتلفزيون الجزائري، بينما يجري التفكير في تخصيص القناة الأرضية لبثّ برامج قديمة يحنّ إليها المشاهد الجزائري، استناداً إلى الأرشيف الكبير الذي تزخر به المؤسّسة، إضافةً إلى البرامج التي لا تملك حقوق بثّها فضائياً.

وعن مقاربته للإعلام العمومي، قال بن صبّان إنه يرى فيه مقابِلاً للخدمة العمومية بكلّ أبعادها، مضيفاً أنَّ الإعلام العمومي ليس منافساً للإعلام الخاص: “لا تهمّنا أعداد المشاهدين. نهتمُّ بكل ما هو تراثي. فلسفتُنا في التلفزيون الجزائري تتمثّل في أن يكون تلفزيوناً مختلفاً، يُفرد مساحةً للمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى الجزائرية، ويُلبّي احتياجات الجزائريّين جميعهم، ويهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصة… أن يجد الجزائريُّ نفسه فيه”.

ورحّب مدير التلفزيون، في هذا السياق، بالنقد البنّاء الذي يهدف إلى التصحيح، معتبراً أنَّ التلفزيون الجزائري كان، أحياناً، أكثر حدّةً في النقد من القنوات الخاصّة، لكن هناك من ينتقدُ ذلك أيضاً ويعتبر أن الأسئلة الجريئة تُعدّ بالاتفاق مع الضيف خارج الكاميرا.

وتطرّق بن صبّان، أيضاً، إلى صورة شاشات التلفزيون الجزائري، قائلاً إنَّ من حق الجمهور أن يطالب بما هو أفضل، معترفاً بوجود بعض التأخُّر على المستوى التقني، لكنّه لفت – من جهة أُخرى – إلى وجود شيء من الظلم من قبل المشاهدين؛ حيثُ أنَّ القناة الثالثة (الإخبارية) تبثّ بنظام فائق الجودة (HD)، كما أنَّ القنوات جميعاً تبثّ بالنظام ذاته على “ألكوم سات”، وهو قمرٌ صناعي من إنتاج الذكاء الجزائري الخالص. وكشف، هنا، عن أنّ القناة السادسة ستبثّ بنظام آس دي بعد يومَين من رمضان.

وفي هذا السياق، أوضح المتحدّث أنّ التلفزيون الجزائري، وعلى خلاف القنوات التلفزيونية الخاصّة، لا يبثّ عن طريق الإنترنت، لأنّه خطٌّ غير آمن، بل يبثّ عن طريق “المؤسّسة الوطنية للبثّ الإذاعي والتلفزي” التي تمتلك الحقوق الحصرية للبثّ في الجزائر، مضيفاً: “نعمل ليل نهار لتحسين صورة التلفزيون الجزائري؛ فالأمر لا يتعلّق بمجرّد تلفزيون، بل بصورة وطن”.

وأضاف بن صبّان: “قد لا تكون أُمّي أجملَ امرأة في العالم لكنها تبقى أُمّي… قد لا يكون التلفزيون الجزائري أجمل تلفزيون في العالم، لكنّني سأعمل وسأجتهد ليكون التلفزيون بلون هذا البلد”.

وكشف بن صبّان عن اعتزام إطلاق مسابقةٍ وطنية لاختيار هويةٍ بصرية جديدة لكلّ القنوات، عدا القناة الأولى (الأرضية، التي قال إنَّ شعارها يمثّل تراثاً ينبغي المحافظة عليه، مضيفاً أنَّ لجنةً مشكّلةً من متخصّصين ستعمل على اختيار عشر تصوُّراتٍ لعرضها للاستفتاء على الجمهور لاعتماد تصوُّرٍ نهائي، ليدخُل التلفزيون الجزائري الشبكة البرامجية بهوية جديدةً في 28 أكتوبر المقبل، بمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية على المؤسّسة.

وحول المطالب بإطلاق قناة رياضية، اعترف المدير العام للتلفزيون الجزائري بصعوبة ذلك، بسبب عدم امتلاك المؤسّسة حقوق بثّ المباريات، بما فيها مباريات المنتخب الوطني، في وقتٍ تحوّلت فيه الرياضة إلى سوق تجارية، لكنّه في المقابل وعد بتخصيص مساحات أكبر للرياضة على القناتَين الثالثة الإخبارية والسادسة، إضافةً إلى تثمين التاريخ الكروي الجزائري، مضيفاً أنَّ الأولوية الآن تتمثّل في تنظيم القنوات الموجودة بهوية برامجية وبشكل وبرامج ترقى إلى تطلّعات المشاهدين.

وقال بن صبّان إن تجربة القناة الرياضية تبغى مغرية ومطلوبة، مضيفاً أنَّ قناة الشباب التي أمر رئيس الجمهورية بإطلاقها – إلى جانب قناة برلمانية – ستخصّص مساحة كبيرة للرياضة بالتأكيد.

وعن الشبكة البرامجية التي يعتزم التلفزيون الجزائري أن يدخل بها شهر رمضان المقبل، في ظلّ عدم تمكّن كثير من المنتجين من استكمال أعمالهم بسبب الحجر الصحّي، أوضح بن صبّان أنّ التلفزيون يراهن على أرشيفٍ كبير يحبّه الجزائريّون، إلى جانب بعض الأعمال التي قطع أصحابها أشواطاً في إنتاجها، كما كشف عن عرض التلفزيون مسلسلاً تركياً لم يُعرَض من قبل على أية شاشة جزائرية أو عربية.

واعتبر بن صبّان، في هذا السياق، أنّ “التلفزيون الجزائري عاد بقوّة إلى المنافسة، سواء على صعيد الأخبار أو على صعيد الإنتاج، لكنّنا نراهن على تفهُّم المشاهد الجزائري؛ إذ لا يمكن تعريض حياة فنّان أو ممثّل للخطر، في وقتٍ توقّف الإنتاج السينمائي والتلفزيوني على مستوى العالم بسبب وباء كورونا، لكن أعد بتميّز كبير في شهر رمضان”.

وتحدّث بن صبّان، خلال اللقاء أيضاً، عن قراءاته وبرنامج اليومي وأبرز الحوارات التي أثّرت فيه، كما تطرّق إلى مسيرته المهنية في التلفزيون الجزائري، قائلاً إنَّ حبّه للتلفزيون بدأ باكراً في مدينته مستغانم حيثُ كان قريباً من عالم المسرح الذي جعله يكتشف أنه يصلح للتقديم التلفزيوني، وهو ما تحقّق بالتحاقه بالتلفزيون الجزائري نهاية التسعينيات، وتقديمه عدداً من البرامج التلفزيونية على شاشته طيلة أكثر من عشرين سنةً، تولّى خلالها أيضاً عدداً من المناصب داخل المؤسّسة، قبل أن يجري تعيينه مديراً عامّاً لها في جانفي الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى