آخر الأخبارأخبار الوطن

إطلاق إسم الفقيد المجاهد والدبلوماسي محمد الصديق بن يحيى على مقر وزارة وزارة الشؤون الخارجية

أعلن وزير الخارجية،صبري بوقدوم،اليوم الإثنين،أنه بأمر من رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون ، تم اطلاق اسم الدبلوماسي و وزير الشؤون الخارجية الاسبق, محمد الصديق بن يحيى, على مقر وزارة الشؤون الخارجية.

وقال  بوقدوم في احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 39 لاستشهاد الدبلوماسي محمد الصديق بن يحي، اليوم بمقر الوزارة بالجزائر العاصمة، أنه ” تكريمًا لمسار الفقيد ونضالاته وعرفانًا برمزيته للأجيال السابقة والقادمة فإن السيّد رئيس الجمهورية قرر تشريف مقر وزارة الشؤون الخارجية بإطلاق إسم الفقيد عليه”.

وشارك في هذه الاحتفالية المخلدة لهذه الذكرى كل من رئيس مجلس الأمة, صالح قوجيل، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات الخارجية، عبد الحفيظ علاهم، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني و ملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، وزير الداخلية كمال بلجود، وزير المالية أيمن عبد الرحمن ، الدبلوماسي المتقاعد صالح بلقبي، إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الجزائر، و إطارات من وزارة الشؤون الخارجية.

واستحضر بوقدوم في مداخلته مناقب الفقيد الذي افنى حياته في خدمة الوطن، داعيًا إلى “استحضار روحه النضالية العالية في سبيل صيانة المصالح العليا لبلادنا وتكييف الأداء الدبلوماسي مع متطلبات المرحلة الراهنة، لاسيما فيما يتعلق بتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وقال بوقدوم،” إن واجب العرفان اتجاه تضحيات هذا الرعيل الفذّ يجعلنا اليوم نقف إكبارا لروح شهيد الدبلوماسية الجزائرية محمد الصديق بن يحيى، الذي نذر حياته لخدمة هذا الوطن طالبًا ومناضلًا, ومجاهدًا, ومفاوضًا بارعًا خلال الثورة التحريرية المباركة، ثم فاعلًا رئيسيًا في مسار البناء والتشييد بعد استرجاع السيادة الوطنية”.

وأشار في سياق متصل إلى أن الفقيد “يعد واحدًا من رجالات الجزائر المخضرمين الذين خاضوا باقتدار معركتي التحرير والبناء وبذلوا فيهما الغالي والنفيس”.

وأبرز الوزير، أن اهم محطات حياة الفقيد، تكمن في “قيادته للدبلوماسية الجزائرية بامتياز من 8 مارس 1979 إلى غاية 3 ماي 1982،في فترة صنع فيها كثيرا من أمجاد هذا الوطن على غرار حل أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران أو وساطته،لإنهاء الحرب بين العراق وإيران، والتي شاءت، أيادي الغدر أن تكون آخر رحلة سلام يقوم بها إثر استهداف الطائرة التي كانت تقله والوفد المرافق له بصاروخ”.

من جهت، تحدث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، مطولًا عن المسار النضالي للفقيد الذي خدم بلاده حتى آخر يوم في حياته، مستذكرا بعض المحطات النضالية التي جمعته بشهيد الدبلوماسية الجزائرية،الذي كانت له مساهمة فعالة في حلحلة العديد من الأزمات.

ووصف  قوجيل، محمد الصديق بن يحيى بـ “رجل التوليف , مؤكدًا أنه كان “يجد لكل مشكل حلًا”،و أن له بعد نظر فيما يتعلق بتداعيات القضايا الدولية. وذّكر قوجيل أنه كان رئيس “لجنة البحث” التي حققت في حادثة مقتل محمد الصديق بن يحيى، قائلًا أن بعض عناصر هذا الملف يمكن الحديث عنها، وأخرى تبقى للتاريخ، لكن أضاف ” في نظري هذا الملف مازال لم يغلق و يبقى في الذاكرة لأن الأمر يتعلق بسيادة الجزائر، وبإطارات هامة للبلاد”.

و شدد قوجيل في النهاية على أهمية إطلاع الشباب على تاريخ الرجال الذين حرروا و بنوا الجزائر بتضحيات جسام، و بإرادة و عزيمة كبيرة حتى وصلت البلاد الى ماهي عليه اليوم “.

ويعد السياسي و وزير الخارجية الأسبق، محمد الصديق بن يحي الذي لقي حتفه في حادثة سقوط طائرة يوم 3 مايو 1982، رجل الدولة المخلص و الدبلوماسي الدؤوب الذي ساهم في التعريف بالثورة التحريرية عبر العالم وخدم الوطن بكل تفان و
تواضع بعد الاستقلال.

و قد ترك محمد الصديق بن يحي المولود يوم 30 جانفي 1932 بجيجل هذا “الرجل المميز” و صاحب المسيرة النزيهة مثلما يصفه رفيقه في النضال رضا مالك , بصمته في تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الجزائر المستقلة.

وعُيِّن محمد الصديق بن يحيى رئيساً للدبلوماسية الجزائرية سنة 1979، و كان في خدمة السلام في العالم.

و لا يزال التاريخ يحتفظ حتى اليوم، بعد مرور 39 عامًا من اختفائه في حادث تحطم طائرة مأساوي،بدوره في حل أزمة الـ 52 أمريكيًا الذين احتجزوا كرهائن لمدة 444 يومًا في مقر سفارة الولايات المتحدة في طهران، من خلال التوصل إلى حمل الطرفين على التوقيع على إتفاق الجزائر في 19 يناير 1981.

وواصل وزير الشؤون الخارجية الأسبق مهمته من أجل السلام حيث التزم، بعد مرور أشهر قليلة على قضية الرهائن الأمريكيين، في المأزق العراقي الإيراني حيث أراد بأي ثمن إنهاء حرب طويلة مدمرة.

فبعد أن نجا من الموت في حادث تحطم طائرة عام 1979 في مالي، هلك مع 13 إطارًا آخرا من الوزارة، في 3 ماي 1982، في حادث تحطم آخر للطائرة التي كانت تقله باتجاه إيران حيث كان في مهمة دبلوماسية لحل الخلاف بين العراق وايران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى