آخر الأخبارأخبار الوطندولي

الإعلامي الكبير عبد الباري عطوان يُشيد بموقف رئيس الجمهورية من القضية الفلسطينية

عبد الباري عطوان: أن يُجاهر الرئيس تبون بموقفه ضد التطبيع شجاعة تكشف معادن الرجال في الظروف الصعبة

كتب الإعلامي المعروف عبد الباري عطوان مقالا بجريدة رأي اليوم، شكر فيه الجزائر و رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على الموقف الذي تبناه ومجاهرة الجزائر بإدانة المهرولين نحو التطبيع.
 وذكر عبد الباري عطوان في “كلمة رئيس التحرير ” أنه “ربّما كان الرئيس الجزائريّ عبد المجيد تبون هو الزّعيم العربيّ الوحيد حتّى الآن الذي وقف بشجاعةٍ، ورُجولةٍ، ضدّ هرولة الكثير من الحُكومات العربيّة للارتِماء في أحضان دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وتوقيع اتّفاقات استِسلامٍ معها”.
ووصف عبد الباري عطوان الموقف بالمشرف، وقال أنه “ليس غريبًا أو جديدًا على الجزائر وقِيادتها وشعبها، الجزائر التي وقفت دائمًا في خندق القضيّة والمُقاومة الفِلسطينيّة، لم تتردّد لحظةً في المُشاركة بالمالِ والرّجالِ في الحُروب العربيّة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي”.
وشدد الإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان ” أن يُجاهر الرئيس تبون بهذا الموقف الذي يتماهى مع الشّعب الجزائريّ بكُلّ أعراقه ومنابته ومذاهبه، فهذه شجاعةٌ تَكشِف معادن الرّجال الرّجال، في الظّروف الصّعبة”.
وهذا نص المقال كاملا:
لماذا نقول شُكرًا للجزائر التي كانت “الوحيدة” تقريبًا التي “جاهرت” بإدانة المُهرولين نحو التّطبيع وأكّدت حقّ الشعب الفِلسطيني في دولةٍ مُستقلّةٍ عاصِمتها القُدس؟ ربّما كان الرئيس الجزائريّ عبد المجيد تبون هو الزّعيم العربيّ الوحيد حتّى الآن الذي وقف بشجاعةٍ، ورُجولةٍ، ضدّ هرولة الكثير من الحُكومات العربيّة للارتِماء في أحضان دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وتوقيع اتّفاقات استِسلامٍ معها. ففي كلمته التي ألقاها يوم أمس أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، حرص على التّأكيد على “أنّ حقّ الشعب الفِلسطيني في إقامة دولة مُستقلّة عاصِمتها القدس غير قابلٍ للمُساومة”، ولم يكتفِ بتأكيد هذا الموقف مرّةً أُخرى في لقاءٍ جمعه مع الصّحافيين الجزائريين، بل أدان، وبأشدّ العِبارات، ودون أيّ تعميمٍ، أو غمغمة، التّهافت من قبل بعض الحُكومات العربيّة لتوقيع اتّفاقات سلام” مجّانيّة مع “إسرائيل” عندما قال “أنا أرى أنّ هُناك نوعًا مِن الهرولةِ نحو التّطبيع لن نُشارك فيها أو نُباركها”.
هذا الموقف المُشرِّف والمُكلِّف، ليس غريبًا أو جديدًا على الجزائر وقِيادتها وشعبها، الجزائر التي وقفت دائمًا في خندق القضيّة والمُقاومة الفِلسطينيّة، لم تتردّد لحظةً في المُشاركة بالمالِ والرّجالِ في الحُروب العربيّة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي، فالرّئيس الرّاحل هواري بومدين الذي تعتزّ به فِلسطين والأمّتان العربيّة والإسلاميّة، قدّم صكًّا مفتوحًا لقادة الاتّحاد السوفييتي لتغطية كُل مطالب مِصر وسورية من السّلاح والعتاد الحربيّ عندما كانت تقود محور الكرامة العربيّة، وتتصدّى للمشروع الصهيونيّ.
أنْ يُجاهر الرئيس الجزائريّ بهذا الموقف في وقتٍ تتواطأ الجامعة العربيّة مع المُطبّعين العرب، ولا تَجرؤ على عقد اجتماعٍ على مُستوى وزراء الخارجيّة، لبحث اتّفاقات العار مع العدو الإسرائيليّ تلبيةً لطلبٍ تقدّمت به منظّمة التحرير الفِلسطينيّة، ويتجنّب مُعظم المسؤولين العرب التلفّظ بكلمة الانسِحاب الإسرائيلي، أو قِيام الدولة الفِلسطينيّة المُستقلّة، أن يُجاهر الرئيس تبون بهذا الموقف الذي يتماهى مع الشّعب الجزائريّ بكُلّ أعراقه ومنابته ومذاهبه، فهذه شجاعةٌ تَكشِف معادن الرّجال الرّجال، في الظّروف الصّعبة. الجزائر كانت من القلّةِ المُؤمنة القابضة على الجَمر، التي عارضت بقوّةٍ إبعاد سورية من الجامعة العربيّة، ووقفت في خندق دِفاعها عن وحدتيها الديمقراطيّة والجُغرافيّة، وما زالت تُصِر على عودتها بكرامةٍ وعزّة نفس، بعد انتصارها على المُؤامرة الأمريكيّة لتفتيتها، وتغيير هُويّتها الوطنيّة الجامعة، ولا نَستبعِد أن يكون إصرارها على استِضافة القمّة العربيّة المُقبلة على أرضِها في آذار (مارس) المُقبل من أجل تحقيق هذا الهَدف المُشرّف والمُصَحِّح لخطيئةٍ فاحشةٍ. شُكرًا للجزائر، شعبًا وقيادةً، الوفيّة دائمًا للثّوابت العربيّة، والواقفة بصلابةٍ في خندقِ القضيّة الفِلسطينيّة، ومن لا يَشكُر النّاس لا يَشكُر الله.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى