إقتصاد

العلاقات الاقتصادية الجزائرية-التونسية: تعاون ليس في مستوى العلاقات السياسية الممتازة

شهدت العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وتونس في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا انعكس في زيادة حجم المبادلات التجارية والاستثمارات, لكنها تظل دون مستوى العلاقات السياسية الممتازة التي تربط البلدين الشقيقين. وينتظر أن تكون للزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر اليوم الأحد, بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون, فرصة للبلدين للتشاور حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك, لا سيما الوضع في ليبيا وفي فلسطين, لكنها ستكون أيضًا فرصة لمناقشة سبل ووسائل تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي.
 
هنا تجدر الاشارة إلى أن الجزائر التي كانت دائماً إلى جانب تونس والشعب التونسي من خلال دعمه في الاوقات الصعبة التي مر بها على الصعيد الاقتصادي, مرتبطة باتفاقية تجارية تفضيلية مع هذا الجار الشرقي.وبفضل هذه الاتفاقية الموقعة في ديسمبر 2008 وانضمام الجزائر إلى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في يناير 2009, ارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بشكل محسوس.
 
ووفقا للأرقام الجمارك الجزائرية فإن الجزائر صدرت في الاشهر ال11 الأولى منعام 2019, إلى تونس أكثر من 1 مليار دولار, أي بزيادة قدرها 13 بالمائة مقارنةبنفس الفترة من عام 2018.وتتكون الصادرات الجزائرية إلى تونس أساسا من المحروقات ومشتقاتها.اما بخصوص الواردات من هذا البلد الجار, فقد بلغت حوالي 400 مليون دولار (بزيادة 7ر3 بالمائة مقارنة بعام 2018), وهي تشمل على وجه الخصوص المنتجات الغذائية والمعدات الصناعية والمنسوجات والملابس.
 
غير أن أرقام الجمارك تظهر أن الصادرات الجزائرية إلى تونس تمثل بالكاد 3 بالمائة من إجمالي صادرات البلاد خلال الاشهر ال11 الأولى من عام 2019 (62ر32مليار دولار), في حين أن وارداتها من هذا البلد تمثل 1 بالمائة من وارداتها الاجمالية خلال نفس الفترة (37ر38 مليار دولار).وحسب معطيات المركز الوطني للسجل التجاري, فان 763 مؤسسة تونسية تنشط حاليا بالجزائر في مختلف القطاعات, منها الصناعة و الخدمات و الهندسة و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و التوزيع و الاتصال.
 
كما عرفت الاستثمارات الثنائية نموا كبيرا خصوصا في قطاع الطاقة بفضل سلسلةمن الاتفاقيات وقعت بين الجانبين بغية تعزيز الشراكة الطاقوية. و تتعلق هذه الاتفاقيات خصوصا برفع قدرات الربط الكهربائي و رفع كميات الغاز المميع المصدر نحو تونس و تموين المناطق الحدودية بالغاز الجزائري. كما توسع التعاون الطاقوي, من جهة اخرى, الى نشاطات استكشاف و إنتاج المحروقات بين مؤسسة سوناطراك والمؤسسة التونسية للنشاطات البترولية.و كانت لجنة ثنائية, اجتمعت في 2017, قد اتفقت على تعزيز و توسيع نشاطات الشركة المختلطة “نوميد” المنشأة في 2003 في إطار شراكة بين سوناطراك والمؤسسة التونسية للنشاطات البترولية.
 
لتعزيز الشراكة أكثر, تم الإمضاء على اتفاق بين الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار و الوكالة التونسية لترقية الاستثمار الاجنبي.و على الصعيد السياحي , يمثل الجزائريين ثلث السياح الذين زاروا تونس العام الماضي. وفي 2019, استقطبت تونس, التي تعتبر بلد سياحي بامتياز و التي تتقاسم حوالي 1.000 كم من الحدود المفتوحة مع الجزائر و العديد من المقاربات الثقافية, حوالي 3 ملايين سائح جزائري من اصل 4ر9 مليون سائح اجنبي زاروا هذا البلد, حسب الديوان الوطني التونسي للسياحة, اي بنمو سنوي يفوق 7 بالمائة.و يعود تاريخ آخر اجتماع للجنة الجزائرية التونسية (الدورة 21) الى 2017.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى