آخر الأخبارأخبار الوطنمن الذاكرة

ذكرى الـ 58 لعيد الإستقلال.. فرنسا تاريخ من الجرائم

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب

وطويناه كما يُطوى الكتاب

 مقطع من النشيد الوطني الذي لطالما أثار حفيظة الفرنسيين بعد إعلان إستقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962، والذي يُبرز وحشية المُستدمِر… أبيات لقصيدة من أقوى القصائد لشاعر الثورة الراحل مفدي زكريا.

 

5 جويلية.. تاريخ للعبرة

سقطت مدينة الجزائر عام 1830، وذلك بعدما قام “الداي حسين” بمقاومة شعبية شديدة ضد الإستعمار الفرنسي، لكن فارق العدد والعتاد كان لصالح قوات الاحتلال، ليتحول شهر جويلية لبداية حكاية طويلة من العذاب والقهر في حياة الشعب أعزل رفض الرضوخ لوحشية المستدمر.

وفي هذا السياق قال المؤرخ الأستاذ  محمد ياحي المجاجي ، في إتصال مع ”موقع التلفزيون الجزائري أن بعد حرب طويلة، إقتنعت فرنسا الإستدمارية بأن كلمة الفصل في إستقلال الجزائر تعود للشعب وحده ، موضحا أن الحقيقة التاريخية التي لا يعلمها غالبية الشعب ، هي أن تاريخ الإستقلال هو1 جويلية 1962 ،لأن كلمة ”نعم” التي قالها الشعب في ذلك الاستفتاء ”هل تريدون أن تصبح الجزائر دولة مستقلة؟”، وكانت النتيجة لصالح الحرية بأغلبية كاسحة.

وبعد يومين أي في 3  جويلية بعث الجنرال شارل ديغول رسالة إلى رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة الجزائرية، يعلن فيها إعتراف فرنسا بنتائج الإستفتاء وبإستقلال الجزائر، في 5 جويلية1962، يوم تزامن مع تاريخ المعاهدة إستسلام داي حسين في عام 1830، لتنفجر بعدها الفرحة في كامل البلاد.

 

 طمس الهوية.. المحاولة اليائسة

منذ إحتلال الجزائر، عملت فرنسا على طمس مقومات الهوية الجزائرية، وباشرت حملة شرسة على المساجد والمدارس القرآنية، وشيدت أول مدرسة للتبشير بالمسيحية، عام 1836، كما سنت قوانين للفصل العنصري ووصفت الجزائريين بالأهالي والمسلمين والعرب، وسخرتهم كخدم عند المستدمرين بعدما سلبت أراضيهم بالقوة .

 

 جماجم المقاومين ..حرب نفسية فاشلة

مع مرور الوقت برزت مقاومات شعبية عبر ربوع الوطن توحد فيها الجزائريون للتصدي للمستعمر الوحشي. لكن مشروع فرنسا ضل قائما، لتكون ردت فعلها بإرسال أولى جماجم قادة الثورات الذين سقطوا في ميدان الشرف إلى متحف الإنسان في العاصمة باريس بين عامي 1880 و1881.

بعد 170 عاما.. الجزائر تعيد كتابة التاريخ

بمناسبة الذكرى 58 لعيدي الإستقلال والشباب، و بتاريخ 3 جويلية من عام 2020 ، الجزائر تستقبل أبطالها ، فعلى متن طائرة عسكرية عادت نعوش “الشهداء” الملفوفة بالعلم الوطني ، 24 مقاوما ضد الإستدمار الفرنسي يصلون إلى مطار الجزائر الدولي في الساعة الأولى بعد الظهر ، صور عمقت روح الوطنية والإعتزاز بتاريخ الأجداد عند جيل الإستقلال.

 

 مجازر 8 ماي ..وصمة عار في جبين فرنسا

كانت أكبر وأبشع مجزرة إرتكبها فرنسا الإستعمارية في يوم واحد، حيث خرج مئات آلاف الجزائريين، في 8 ماي 1945، للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، ولمطالبة فرنسا بالوفاء بوعدها بمنحهم الاستقلال.
لكن قوات الإستدمار إستخدمت الرصاص الحي، وقتلت 45 ألف من المتظاهرين العزل، في جريمة ضد الإنسانية

الجزائر ترد .. 8 ماي يوم وطني للذاكرة

بشاعة جرائم فرنسا أنداك، جعل الحكومة الجزائرية تكرس قانونا لـ 8 ماي يوما وطنيا للذاكرة إلى تشريف وتمجيد تضحيات آلاف الجزائريين الذين كانوا ضحايا مجازر بشعة، على أن يتم الإحتفال بهذا اليوم لترسيخ تاريخ الجزائر في أذهان الأجيال الصاعدة ..خطوة تزرع في نفوس الجزائريين روح الوطنية والافتخار بما قام به الأسلاف”.

 

ثورة مليون ونصف المليون شهيد..عبرة للعالم

إندلعت الثورة التحريرية الجزائرية  المباركة سنة 1954 و كللت بالإستقلال عام 1962، وخلال تلك الفترة أستشهد أزيد من مليون ونصف المليون جزائري في سبيل الحرية ..في ثورة شعبية أصبح يضرب بها المثل بين دول العالم .

 

جريمة نهر السين..رمز الصمود

في 17 أكتوبر، واحدة من صور الجرائم الفرنسية الفظيعة، وقعت المجزرة حين خرج نحو 80 ألف جزائري في مسيرة سلمية بباريس بدعوة من قادة الثورة الجزائرية احتجاجا على حظر التجول الذي أمر به مدير الشرطة آنذاك موريس بابون، خاصة في العاصمة باريس، فواجهتهم أيادي السفاحين بالحديد والنار، مخلفة أكثر من 300 قتيل ومئات المفقودين وأكثر من 1000 جريح، و14.094 جزائري في مخافر الشرطة الفرنسية تحت التعذيب.

التجارب النووية.. الوجه الأخر لوحشية الإستعمار

سُميت التجربة النووية الفرنسية الأولى في الجزائر اليربوع الأزرق، وجرت عام 1960 تحت إشراف مباشر من آنذاك شارل ديغول في منطقة رقان ببشار جنوب غربي الجزائر.

وأجرت خلال هذه الفترة 17 تجربة نووية، تسببت في مقتل 42 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين بإشعاعات نووية، علاوة على الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبيئة والسكان وتدمير حياة الكائنات الحية فوق الأرض وتحتها، واستمرار آثارها لآلاف السنين.

 

مذبحة قبيلة العوفية.. شاهد على همجية فرنسا

وفي هذا الشأن، ذكر الأستاذ ياحي المجاجي، أن مجزرة قبيلة العوفية تندرج في إطار تطبيق السياسة الاستعمارية منذ بداية الإحتلال، أسفرت عن استشهاد 1200 جزائري، مبرزا أن السفاح الدوق “روفيغو” منفذ المجزرة يمتلك سجل إجرامي وسفاح سابق معروف بتعطشه للدماء.

أرشيف الثورة ..ملف غير قابل للمساومة

ومن بين الملفات الأخرى العالقة بين الجزائر وفرنسا، الأرشيف الخاص بثورة التحرير ويضم ملايين الوثائق والتحف، نهبتها فرنسا وترفض إعادتها للجزائر، فبعد ثماني وخمسين عاماً من الإستقلال، لا تزال مسألة الأرشيف الموجود بحوزة فرنسا تُراوح مكانها.

وإستنادا لذات المتحدث، فإن عملية كتابة التاريخ الثورة المجيدة والمقاومة الشعبية غبر مختلف مراحلها هي من مهام المؤرخين بالدرجة الأولى، معتبرا عملية كتابته واسترجاع الوثائق والأرشيف المحجوز لدى فرنسا وتركيا و مصر قضية مبدأ غير قابلة للمساومة  .

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى