ثقافة

المسرح يتحدّى كورونا.. عروض افتراضية على يوتيوب

لقد عرفت جلّ النشاطات في العالم، حالة ركودٍ بسبب جائحة كورونا، لاسيما النشاطات الثقافية، على اعتبار أن المؤسّسات الثقافية تستقطب الجمهور من مختلف الفئات، ممّا يجعلها أرضية خصبةٍ لانتشار الفيروس، وهذا ما أجبر المؤسّسات الثقافية بالتزام إجراءات احترازية للحدّ من الوباء، وكان من اللازم انخراط المسرح الجزائري ضمن هذه الإجراءات، فتمّ تأجيل كافة نشاطاته إلى غاية رفع الحجر.
المسرح الوطني الجزائري، كان حريصًا على أداء دوره الثقافي والترفيهي، والمساهمة في صناعة الوعي العام، بل سطر برنامجًا افتراضيًا متعدّد الوصلات وبهذه الطريقة انتقل المسرح إلى داخل البيوت بواسطة منصّته الافتراضية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك على قناة يوتيوب.
تُبرمج يوميًا، عروضٌ مسرحية على قناة يوتيوب الخاصّة بالمسرح الموجّه للأطفال، ابتداءً من الساعة الحادية عشر صباحًا إلى غايّة الثالثة بعد الظهر، وعروضٌ موجّهة للكبار من الساعة الثالثة إلى غاية منتصف الليل، حيث يشار هنا، أنّ العروض من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، وكذلك المسارح الجهوية.
أمّا خلال السهرة، فينظم منتدى المسرح الوطني، ندوات حول قضايا المسرح الجزائري، وعن العلاقات والإشكاليات المرتبطة به، بتنشيط أكاديميين وباحثين ونقاد، بحيث لكل عدد إشكالية، عن جدلية المؤلّف والمخرج، وحول أسئلة الكتابة المسرحية وعن التراث، وهي بعض المواضيع من أصل 34 موضوعًا طُرح للنقاش، حيث قُدمت آراء ومواقفٌ مختلفة للنقاش التفاعلي.
كما بُرمجت مسابقات حول الكتابات المسرحية، وكذا عروض مسرحية افتراضية من إنتاج الأطفال (ما بين 6 إلى 16 سنة)، بهدف تشجيع روح الإبداع والكشف عن المواهب.
وبحسب تصريحات مستشار المدير بالمسرح الوطني، عبد القادر سكيني، فقد شهد المنتدى إقبالًا وتفاعلًا واسعين من داخل وخارج الوطن.
دخل فنّ المسرح عمومًا، وفي الجزائر بشكل خاص، تجربة فريدة من نوعها وهي استخلاف العرض في أيّة لحظة، مما قطع تلك الآنية، أي اجتماع المؤدّي والمتفرّج في اللحظة نفسها، إلا أن هذا الشيء إيجابي فهو يسمح باتساع دائرة المادة وذلك باستقطاب عدد كبير من الجمهور، إذ بلغ عرض إحدى المسرحيات ربع مليون مشاهدة.
زيادة إلى ذلك، فهناك نوع من المبادرات حول النقاشات التي تجري في المنتدى، وهو ضمّها في كتاب يكون شهادة تاريخية ووثيقة معرفية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى