ثقافة

زيارة “المتاحف” …في زمن كورونا

من المواقع الرسمية إلى التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي

المتحف هو المرآة التي تعكس حضارات وتاريخ الأمم السابقة بهدف حفظها للأجيال القادمة، فمن خلالها نتعرف على مراحل وتاريخ ماضينا، وهو ما يجعل الأجيال القادمة تسعى للتشبث بهذا الماضي الذي يخلق لديها مسبقا الحاجة إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية، فالمتحف اليوم ليس مكان للترفيه وإنما يعتبر من ضروريات الحياة لدى الشعوب لمعرفة ماضيها، وكذا نمط حياة الشعوب التي سبقتها وذلك بهدف استخلاص الدروس.

فالمتحف اليوم لم يعد فقط خزان لذاكرة الشعوب، الذي يربط الماضي البعيد للأمة بحاضرها، إلى الماضي القريب والزمن المعاصر، ليشمل مختلف نواحي الحياة، من الفنون إلى الانشغالات اليومية المختلفة وليتجاوز المفهوم الإقليمي إلى العالمي.

 

“المتاحف” اليوم …في زمن كورونا

 تعيش المتاحفُ سنة إستثنائية، منذ مدة دَخَلت في سُبات، فقد أحدثت جائحة كوفيد- 19عطبا حقيقيا فيها، توقفت المتاحف عن إستقبال زوراها، دفعت بعدد منها عبر العالم إلى البحث عن الطرق الكفيلة باستمرار إتصالها بجمهورها وحضورها الإيجابي داخل مجتمعاتها، بما يُمَكّنُها من أن تكون فاعلة ومؤثرة في محيطها.

ومن يَزُر مواقع المتاحف عبر العالم على الأنترنت، سيجد أن الكثير من المتاحف عبر العالم تتنافس، في يومنا هذا، من أجل أن تبقى حية ومُتاحة عبر العالم الافتراضي، بل إن بعض المتاحف قد شرعت في تهيئة نفسها وجمهورها لما بعد الحجر المنزلي من خلال جمع أشياء من زمن كورونا، أشياء ستصبحُ تحفاً، ويتم توظيفها في معارض متحفية تؤرخ لهذه الفترة العصيبة من التاريخ المعاصر.

أشياء كثيرة من زمن كورونا ستدخل المتاحف قريبا وستكون حاضرة في عدد من المعارض في قادم الأيام: الأقنعة الواقية والكمّامات، المُطهِّرات وأدوات النظافة، المواد الإشهارية والإعلامية المتعلقة بالجائحة.

 

لكن ماذا عن متاحفنا الجزائرية؟ وهل سلكت درب الإفتراضي والجولات عن بعد هي ايضا؟

و لأن المتحف لا يمكن أن يكون بمعزل عن كل القضايا التي نواكبها، اليوم المتاحف العالمية تعرض لنا زيارات إفتراضية في مواقعها عبر النت، حتى معالجة مواضيع تواكب العصر، ففي الجزائر بالرغم من وجود متاحف متنوعة ومختلفة، متاحف للآثار، متاحف للفنون، متاحف للأثنوجرافيا ومتاحف الذي يعكس الثراء الفني الذي تزخر به بلادنا، لكنها بالمقابل تعاني منذ سنوات إقبالا محتشما، بالرغم من كل الجهود التي بذلت من أجل إستقطاب الجمهور.

ولكن لا تزال الكثير من المؤسسات والهيئات الثقافية، غير مواكبة للطفرة التكنولوجية الحاصلة في العالم، خصوصاً على صعيد المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بديلاً لا يمكن الإستغناء عنها في التواصل مع الجمهور وتقديم مضامين مختلفة له.

 

ولإن الظرف الصحي تمر به البلاد حساس، دفع وزيرة الثقافة السيدة بن دودة مليكة، خلال زيارتها الشهر الماضي للمتحف الوطني العمومي للفنون الجميلة الوقوف على كافة إجراءات الوقاية وقواعد السلامة والصحة العامة، لفتح المؤسسات الثقافية والمتاحف الوطنية، بعد مدة الإغلاق التي إستمرت بسبب مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفي هذا السياق ، كشف المدير الفرعي بوزارة المجاهدين الأستاذ محمد ياحي المجاجي  في إتصال  مع “موقع  التلفزيون الجزائري” عن إتخاذ جملة من  الإجراءات والضوابط للتعامل داخل المتاحف والمواقع الأثرية وهى “تعقيم المواقع الأثرية والمتاحف يوميًا قبل فتحها للزيارة تحت إشراف فريق مختص ،يعمل على  قياس درجة حرارة العاملين بها يوميًا والزائرين ،  مع وضع ملصقات على الأرض لتحديد أماكن الوقوف في الصفوف للحفاظ على المسافات الآمنة بين الأشخاص، التزام المرشد السياحي بارتداء الكمامة، مراعاة الحفاظ على المسافات الأمنة بين الأشخاص أثناء زيارات المتاحف والمواقع الأثرية ،مع وضع حد أقصى لعدد الزائرين المتواجدين فى نفس الوقت داخل المتاحف.

وعلى آمل ان تعود الحياة لطبيعتها بالمتاحف الجزائرية ، يبقى السؤال المطروح اليوم، كيف سيكون المشهد مستقبلا وهل تستعيد هذه الفضاءات نشاطها كالمعتاد؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى