آخر الأخبارأخبار التلفزيونأخبار الوطن

مجلة الجيش تُجري حوارا مطولا مع المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

أجرت مجلة الجيش في عددها الأخير الصادر اليوم الإثنين حوارا مطولا مع المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري السيد أحمد بن صبان ، تطرق فيه إلى عدة ملفات تخص التلفزيون الجزائري ،كما تطرق السيد أحمد بن صبان في هذا الحوار الذي جاء في 3 صفحات إلى مختلف الورشات التي انطلق فيها منذ تعيينه على رأس هذه المؤسسة الإعلامية .

النص الكامل :

بمناسبة اطلاق القناة الموضوعاتية الجديدة الذاكرة ، المتخصصة في التاريخ الوطني والذي تزامن والاحتفالات المخلدة للذكرى 66 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، أجرت مجلة الجيش حوارا حصريا مع المدير العام للمؤسسة العمومية التلفزيون الجزائري السيد أحمد بن صبان. تحدث فيه عن أهمية هذا المولود الإعلامي الجديد وعن الشبكة البرامجية التي ستعرض فيه.

مجلية الجيش: بعد إطلاق القناة السادسة وكذا قناة المعرفة، تشرع مؤسسة التلفزيون العمومي في إطلاق قناة الذاكرة التي تعني بترسيخ التاريخ الوطني وهذا تزامنا والاحتفال باحدى أهم المحطات التي يزخر بها تاريخنا الناصع وفي الذكرى 66 لاندلاع ثورة التحرير المباركة، وما لذلك من رمزية قوية. هل لكم أن تحدثونا عن هذه القناة وكيف جاءت فكرة اطلاقها؟

المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري السيد أحمد بن صبان:

في البداية أشكركم على هذا الحوار الذي أعتبره تكريما وتشريفا للتلفزيون الجزائري من طرف مجلة الجيش العريقة لسان حال الجيش الوطني الشعبي والتي لها من الأهمية والقيمة الكثير داخل وخارج الوطن.

تعلمون أن عند تعييني على رأس المؤسسة العمومية للتلفزيون وجدت خمس قنوات، لكن أحيانا كان هناك تشابها في البرامج بين كل قناة، ومع تسارع الأحداث الوطنية والدولية وكذا ما فرضته جائحة كورونا التي اجتاحت كل دول العالم بما فيها الجزائر والتي فرضت رغبة ملحة لدى المواطن الجزائري في الحصول على اخبار دقيقة وصحيحة حول هذا المرض، لاحظ أنه لابد من توفير فضاء فاعل لتقديم خدمة عمومية للمشاهد توفر له المعلومة في وقتها وتغنيه البحث عن الحقيقة من مصادر قد تكون أخبارها مغلوطة، لذا اتخذنا القرار بتحويل القناة الثالثة إلى قناة اخبارية صرفة، لكونها تمثل الفضائية التي تملك نسبة مشاهدة أكبر والتي سنذهب من خلالها ابتداء من الفاتح من نوفمبر إلى مستوى نشرة اخبارية على رأس كل ساعة، في مقابل هذا اطلقنا القناة السادسة الفضائية لأن التلفزيون الجزائري بحاجة كذلك لتسويق برامجه المنوعة عبر الأقمار الاصطناعية لايصال ثقافتنا وعاداتنا وتراثا للعالم الخارجي، ونحن نشتغل اليوم على إعادة تنظيم مجمع التلفزيون مع إعطاء أهمية أكبر للقناة الأولى، القناة الأم أو كما أسميها قناة الحنين ومحافظة بقية القنوات على خصوصيتها، بالإضافة إلى ذلك وفي ظل الانتشار الرهيب لجائحة كورونا وما فرضته من غلق للمدارس والزام التلاميذ بيوتهم، اتخذت السلطات قرارا بإطلاق قناة المعرفة كتجربة جديدة رافقت وزارة التربية الوطنية من خلال بث كل المقرر الدراسي تقريبا. كما رافقت التلاميذ والطلبة في تحضير امتحاناتهم النهائية.

أما بالنسبة لقناة الذاكرة فقد كان قرار اطلاقها كما تعلمون لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون حيث أعطى تعليمات باطلاق قناة موضوعاتية وطنية خاصة بالتاريخ في الفاتح من نوفمبر 2020 وأصدر كذلك خلال ذلك الخطاب قرار اعتبار يوم الثامن ماي من كل سنة يوما وطنيا للذاكرة.

 يتطلب انشاء قناة فضائية جديدة توفر عدة عوامل من أجل انجاح هذا المشروع، لا سيما وأن القناة متخصصة في مجال هام وحساس (التاريخ). كيف كانت التحضيرات لاطلاق هذا المولود الإعلامي الجديد؟

تتنوع مصادر انتاج البرامج بين ما يتم انتاجه بواسطة الامكانات الخاصة للتلفزيون وبين ما ينتج عن طريق الشركات والوكالات الخاصة ، اضافة الى اقتناء وشراء البرامج. والحقيقة أنه بعد المرحلة الأولى المتمثلة في اطلاق القناة سوف يحتاج التلفزيون الة امكانات أكبر على كافة المستويات، حيث سنعمل في المراحل اللاحقة على تحقيق استمرارية القناة، من خلال البث بتقنية عالية الدقة HD ، ثم تليها المرحلة الأخرى التي سنشتغل فيها على جودة وخصوصية البرامج مراعاة لكل الواسع الفئات المستهدفة، بالاضافة إلى كل هذا سنعتمد في تحضير واعداد البرامج على البحوث الأكاديمة والتاريخية والأطروحات الجامعية، كما سنطلق منصة رقمية للتعامل مع الأرشيف وقد خصصنا استوديوهات جديدة للقناة بكل من الشارقة والكاليتوس وفي هذا الصدد نعول على تدعيم الشبكة البرامجية بالأرشيف التاريخي وبما تنتجه مديرية الايصال والاعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي من أعمال تاريخية والتي عودتنا على تقديم انتاج سمعي بصري نوعي.

ماذا عن تسمية القناة ” الذاكرة”، لماذا الذاكرة وليس “التاريخ” مثلمى تسمى القنوات في الدول التي تتوفر على قناة للتاريخ؟

لابد من التأكيد على أن قناة الذاكرة هي أول قناة تهتم بالتاريخ في المنطقة العربية والإفريقية، سميناها قناة “الذاكرة لأنه من الواجب المحافظة على الذاكرة وترسيخها في عقول وقلوب كافة شرائح المجتمع، هذه الذاكرة وما تحتويه من محطات مهمة في تاريخنا الإنساني وما مر على هذه البلاد من ملاحم بطولية ستبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين، وباختصار من لا تمتلك الذاكرة قد يضيع منه التاريخ.

ومن أهم معايير نجاح قناة فضائية هو انتشارها بين شرائح المجتمع وتقبلهم احتواها الإعلامي. هل راعيتم من خلال الشبكة البرامجية القناة “الذاكرة خصوصيات الجمهورالجزائري ولاسيما فئة الشباب التواق دوما للحصول على خدمة عمومية راقية؟

لقد ذكرت سابقا أن القناة موجهة لكافة شرائح المجتمع سواء الجمهور الواسع غير المتخصص أو الباحثين والمهتمين بتاريخ الجزائر الزاخر بالبطولات، إضافة إلى هذا ومواكبة لعصر التكنولوجيات الحديثة فقد خصصنا حيزا هاما لفئة الشباب عبر الشبكة البرامجية لقناة الذاكرة، نعتمد فيها على تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال والوسائط الالكترونية المتاحة لنا، فعبقرية شبابنا اليوم تكمن في تحكمهم المذهل في هذه التكنولوجيات، وبالتالي لابد من إشراكهم بواسطة الوسائل التي يتقنون استخدامها من خلال تمكينهم من التواصل عبر الهاتف الذكي مثلا للحديث عن تاريخ مدينتهم وتثمين تراثهم، بالإضافة إلى خلق نوادي من طرف الشباب لتكريم آبائنا المجاهدين على مستوى كل الولايات، كما أننا سنمضي بعد الموافقة على تدعيمنا بالتجهيزات التي التمسناها من أجل تحسين نظام البث في التلفزيون، كما أننا نأمل أن تنطلق قناة “الذاكرة” وفق نظام ال”HD” لاسيما وأن الجمهور المتابع اليوم خاصة الشباب أصبح متطلبا وهذا من حقه.

بالنسبة للشبكة البرامجية أكيد أنها سوف تراعي كل هذه الأمور وقد أطلقنا مسابقة للشباب بعنوان “صور بلادك”، إضافة إلىمسابقة أيضا للشباب بعنوان “أحكي قصة مدينتك” بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة. ومن تم يعد الشباب طرفا فاعلا، لكن لابد له كذلك أن يتمعن في تاریخ بلاده ويتلقاه من المختصين ومن من سبقوه. وهنا نحن بصدد التأسيس للبعد الأكاديمي البيداغوجي في تلقين الشباب لتاريخهم من خلال فتح نقاشات حول بطولات أجدادنا والرد كذلك على الافتراءات والمغالطات التي تأتينا من وراء البحار وبالتالي حماية شبابنا من التأثر بتلك الادعاءات وهذا بالتنسيق طبعا مع ثلة الباحثين والأكاديميين، فالجامعة تقوم سنويا بتخريج عدد كبير من الدكاترة في التاريخ من خلال رسائل بحثية مهمة جدا لابد من تسليط الأضواء عليها وبشكل عام، يمكن القول أن الشبكة البرامجية للقناة سوف تكون متنوعة، فلدينا برامج تتعلق بالنقاشات الأكاديمية حول الأحداث والوثائق التاريخية وكذا البحوث والرسائل الأكاديمية، بالاضافة إلى البرامج المتعلقة بجرائم الاستعمار وبرامج تهتم بالحضارة الإسلامية لان القناة هي عبارة عن ذاگرة للجزائر وللانسانية أيضا فالتواريخ متقاطعة حيث لا يمكن استثناء الشعوب الأخرى خاصة الشعوب المكافحة من أجل حريتها والتي دفعت من أجل ذلك دماء أبناءها والجزائر معروفة في مواقفها الداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيره لا سيما الشعب الصحراوي التواق لنيل الحرية، وكذا أم القضايا كما سماها السيد رئيس الجمهورية ألا وهي قضية الشعب الفلسطيني.

كما ستخصص حيزا عبر الموقع الإلكتروني للتلفزيون والذي يقترب من 3 ملايين متابع، فضلا عن صفحات المؤسسة في وسائل التواصل الاجتماعي في انتظار تخصیص صفحات ومواقع خاصة بقناة الذاكرة ناهيك عن تخصيص برامج من نوع “الكويز” خاصة بالذاكرة والتاريخ

كلمة أخيرة تقولها عبر صفحات الجيش؟

.. لقد كبرنا على صور الشهداء وفي ذاكرتنا مراحل كثيرة من بطولات وملاحم هذا الوطن التي نعتز ونفتخر بها وما يسرني اليوم أننا في التلفزيون نساهم في هذا العمل الوطني الجبار الذي سيقى أيضا في ذاكرة كل الجزائري

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى