حين نسمع كلمة “نشرة”، عادةً ما يذهب تفكيرُنا إلى النشرات الإخبارية التي يُقدّمها مذيعون جادون ببدلاتٍ وربطات عنق داخل استوديوهاتٍ مغلقة في العادة، ويستعرضون فيها أخباراً تطغى عليها آخر المستجدّات السياسية والاقتصادية. لكنَّ برنامج “نشرة في الدشرة”، الذي يبثّه التلفزيون الجزائري، يُقدّم مُقاربةً مختلفةً لنشرة الأخبار.
في ديكورٍ على الهواء الطلق بمنطقة العاشور في الجزائر العاصمة، والذي كان مسرحاً لأحداث سلسلة “دوّار الصالحين”، يأخذ المخرج صابر عيادي فريق عمله ليُقدّم برنامجاً يبدو ذا طابعي إخباري، لكنّ المقدّمين هذه المرّة ليسوا مذيعين بل ممثّلَون يستعرضون مواضيع راهنة ويناقشونها بأسلوب ساخر.
يُقدّم البرنامج كلٌّ من العمري كعوان ومريم عميار اللذين يرافقان المشاهد على مدار ثلاثة عشر دقيقة مع جملةٍ من القضايا والمواضيع الراهنة التي تتوزّع بين ثلاث فقرات؛ الأولى خاصّة بموضوع الساعة؛ وباء كورونا؛ وفيها يتوقّفان عند آخر مستجدّاته، مع رصد لبعض السلوكيات السيئة المرتبطة به، والثانية بعنوان “أخبار لهيه” وتستعرض الأخبار الدولية بطريقة هزلية، بينما تحمل الثالثة عنوان “رمضانيات”، وتتناول اليوميات الرمضانية في ظلّ الحجر الصحّي، وأيضاً المظاهر والسلوكيات السلبية المرتبطة بشهر الصيام.
بُثّ العدد الأوّل من “نشرة في الدشرة”، الذي تنتجه “ميدي آرت” يوم الجمعة ما قبل الماضي، ويُبثّ العدد الثاني اليوم السبت بدءاً من منتصف الليل، بينما يُبثّ العدد الثالث خلال عيد الفطر. وفيه يحلُّ عددٌ من مذيعي ومقدّمي البرامج في التلفزيون الجزائري ضيوفاً عليه.
في حديثه إلى موقع التلفزيون الجزائري، يقول المنتج والمخرج صابر عيادي إنَّ العدد الثالث هو بمثابة تكريمٍ للصحفيّين الذين اعتدنا ان نراهُم في مقعد المقدّم الذي يستضيفُ شخصياتٍ ويطرح أسئلة عليهم: “أردنا أن يكونوا هم الضيوف هذه المرّة”.
ويُوضّح عيادي أنَّ الهدف من البرنامج هو مناقشة القضايا التي تهمّ الجزائريّين ونقد المظاهر والسلوكيات والمعاملات السلبية بطريقة ساخرة لكن بنّاءة، مشيراً إلى أنّ “نشرة في الدشرة” قد يستمرّ بعد شهر رمضان ليتطرّق إلى مواضيع وقضايا جديدة.
