أخبار الوطن

أطفالٌ في الحجر المنزلي.. الأولياء يبتكرون حلولًا أخرى

انقطاع الأطفال عن المدرسة وتقبّلهم للعزلة الاجتماعية المفروضة عليهم، وانعدام الوسائل التقنية لمواصلة الدراسة عن بعد لدى بعض الأطفال، من الإشكاليات التي يُثيرها سيناريو الحجر الصحّي الحالي، وبحسب ما قالته الأخصائية الاجتماعية والنفسية أمينة حيرش لموقع التلفزيون الجزائري، أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرّرا؛ فهم يواجهون الواقع الجديد بصمت، خاصّة وأنهم يعانون من أقسى تبعاته، وهي حرمانهم من الفصول الدراسية، على حدّ قولها.

وترى المتحدّثة، أن الآثار المترتّبة على عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة، تتجاوز مجرّد الملل أو فقدان التواصل الاجتماعي، مضيفة أنّ هناك أثارًا نفسية على الكبار والصغار، خاصّة بعد ما اعتاد على سلوكيات معينة، كانت المدرسة هي تشكّل له البيت الثاني وذلك بالاتصال اليومي مع المعلمين والأساتذة.

بعيدًا عن المدرسة

تستطرد حيرش: “كلّ هذا بين عشية وضحاها، يجد الطفل نفسه لأشهر طويلة بعيدًا عن محيط المدرسة والكتاب، وتواجدهم في البيت يستصعبه في البدايات، ولكن إذا كان الدعم الأسرة كافيًا مع خلق جو استقرار عائلي، بدون مشاكل أو مناوشات بين الزوجين، فلن يتأثروا بذلك، وفي حالة عدم توفّر الدعم، لأننا لاحظنا الكثير من الأولياء يشتكون من أبنائهم أو العكس، إذ لا ننسى أن الطفل يعاني من إحباط جرّاء تفشي هذا الوباء”.

وبخصوص إستراتيجية التعليم عن بعد، أو التعليم الإلكتروني، لاحظت الأخصائية أنّه كان سندًا للعملية التعليمية في المؤسّسات التربوية، خاصّة في هذه المرحلة، حيث أصبحت استمرارية التعليم خاصّة بعد انتشار الدروس عبر القنوات التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب، وهو أمرٌ إيجابي للحفاظ على استمرارية تعليم الطلبة، على حدّ قولها.

وتفصيلًا في الموضوع، أشارت الأخصائية الاجتماعية والنفسية، إلى أنه منذ اللحظات الأولى لتعليق الدراسة، أخذت الأمّهات في تداول مشاكلهن في ظل بقاء الأبناء بالمنازل، والتساؤل عن روتين المنزل الجديد، مع سماع كلمات التململ والضيق والمعاناة بسبب وقت الفراغ الزائد، وهو ما دفعهنّ للعثور على ألعاب أو طرق جديدة والرجوع إلى الألعاب القديمة، كلعبة الألغاز ولعبة الغميضة، تضيف المتحدّثة.

بين الأمس واليوم

في هذا السياق، تُردف حريش: “لا ننسى أن المجتمع منذ زمن قديم يختلف تمامُا عن الآن، حيث كانت البيوت تتسم بالاتساع، ولا يشعر الطفل بالملل بالرغم من عدم توفر الألعاب التكنولوجية/ على عكس بيوت اليوم تتسم بالضيق، فكيف عليه أن يُنمّي قدراته، جائحة كانت فرصةً إيجابية لتدارك أخطائنا والتعرّف عليهم أكثر، لأنّ هناك الكثير من الأولياء ممن صرّحوا بأنّهم تعرفوا على أولادهم خلال هذه الفترة” .

كما أشارت حيرش، إلى نقطة مهمّة بالنسبة للأطفال الذين فقدوا أوليائهم، معتبرةً أنّه من الطبيعي أن يترك اليتم آثارًا نفسية سيئة على الطفل، خاصّة في ظروف مراسم الدفن، وذلك بعدم حضورهم، وهنا يبقى دور التكفل والرعاية النفسية ضروريًا بحسب المتحدثة، لذا “يجب التسلّح بمعرفة ما قد يمرّ به الطفل بعد الصدمة النفسية، وكيف يمكن التعامل معه” .

“تحت شعار كلنا بالأبيض لنقضى على فيروس كورونا”، وضعت صاحبة روضة “أكادوميا” سهام أبو بكر، فيديوهات عبر صفحتهم بموقع فيسبوك، بهدف التعبير عن أنشطتهم الترفيهية في البيت والتخفيف الضغط عن الأطفال، حتى لا يحسّ أنه لا ينقطع عن عالمه.

وقالت صاحبة الروضة، إنّه مع انتشار فيروس كورونا، كان إغلاق حضانات ورياض الأطفال، من أبرز القرارات الوقائية، حيث شكل تحديًا استثنائيًا للعائلات، التي بدأت تطرح تساؤلات واسعة حول كيفية التعامل مع الأطفال طوال هذه الفترة، خاصّة فيما يتعلّق بالجوانب التربوية والعلمية للتعامل مع الأطفال، ما جعلها تُبرمج حملة توعوية تحسيسية للأطفال عن بعد.

مبادرات السلطات المحلية

من جهتها، صمّمت بلدية الجزائر الوسطى، برنامج حملة ترفيهية تطوّعية لصالح الأطفال، تجوب جميع الأحياء التابعة للبلدية؛ من أجل تخفيف ضغط الحجر الصحّي المنزلي عنهم، جرّاء تفشي فيروس كورونا.

المبادرة كانت في شكل عروضٍ ترفيهية متنقّلة تقام بكل الأحياء، من تنشيط مهرجين وبهلوانين؛ من أجل تمكين كل الأطفال من الاستفادة من مختلف العروض الفنية والثقافية والتربوية المبرمجة في هذا الخصوص، حيث اندرجت هذه الحملة، ضمن الإجراءات المسطّرة من قبل السلطات العمومية، الرامية إلى تخفيف الضغط الناتج عن تدابير الحجر المنزلي على الأطفال، خاصّة في ظلّ توقفهم عن الدراسة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى