أعلام ومعالمثقافة

الأمنوكال باي أق أخاموك أمين عقّال منطقة الأهقار وفارسها وقائدها

الأمنوكال باي أق أخاموك، أمين عقّال منطقة الأهقار وفارسها وقائدها، شهد له أهل المنطقة بحنكة منقطعة النظير، إلا ما كان من أسلافه الذين سبقوه، من أمثال موسى آق أمستان.

ولد باي آق أخموك سنة 1906، والده هو أخموك آق إيهمّة، وأمّه هباني بنت شيكات، تقلّد منصب أمنوكال الهقار بعد وفاة الأمنوكال مسلاغ آق أمياس، بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر1950.

عُرف الأمنوكال باي برجاحة عقله وفطنته منذ حداثة سنه، وككثير من أقرانه في تلك الفترة، حفظ بعض السور القرآنية، وتعلّم شيئًا من اللغة العربية.
سكن باي مع قبيلته في منطقة تونين نكوريمن، وبعدها رافقها في رحلتها إلى منطقة تيولاوالين، التابعة إداريًا لبلدية أبلسة بولاية تمنراست، حيث ترقد جدّته تينهنان.

حاول الجنرال ديغول، ربط اتّصالاته مع باي آق أخاموك، فأرسل إليه مع مبعوثه الخاصّ الرقيب لوي، يعرض عليه انفصال الصحراء، ولكنّه لم يلقَ أيّ ردّ من طرف أخموك.
وبعد اجتماعٍ مع أعيان القبائل، سنة 1959 في منطقة تارات، في نواحي ولاية إليزي للتشاور في عرض ديغول، حضره جميع زعماء قبائل الجنوب، ما عدا باي أق أخموك الذي مثّله إدابير مغلي بن أماياس، وبعد نقاش طويلٌ، اتّفق زعماء القبائل حول قضية فصل الصحراء عن الجزائر، واستقرّ رأيهم على التوقيع على هذا القرار، ما عدا إدابير مغلي ممثّل باي أق أخاموك الذي رفض التوقيع، كما اعترض على هذا القرار أيضًا إبراهيم آق بكده، أمنوكال منطقة ازجر.

حاول الجنرال الفرنسي شارل ديغول مرّة أخرى، تحييد باي آق أخموك عن ثورة التحرير، وبعث برسالة مع مبعوثه الخاص، الرقيب في الجيش الفرنسي لوي، وكان يُتقن اللغة التارقية، وكان مضمون الرسالة القبول بانفصاله عن الجزائر، مقابل تعيينه سلطانًا على “الجمهورية الصحراوية”، التي تشمل حدودها منطقة الهقار، أزجر، إيرد، أضاغ، وتتعهّد فرنسا في المقابل بمحنه استقلالًا ذاتيًا، ثم أرسلت فرنسا النائب الجزائري في البرلمان الفرنسي إلى تمنراست، حيث أقام لمدّة ثلاثة أيام، أجرى خلالها اتصالات مع أهالي المنطقة لإقناعهم بضرورة بقاء فرنسا في الهقار لكن أهالي المنطقة رفضوا ذلك.

لم يستسلم ديغول، ووجّه دعوة إلى باي آق أخاموك، لحضور الاستعراض العسكري، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الوطنية للثورة الفرنسية، بجادّة الشانزيليزيه بباريس، في الـ 14 تموز/جويلية 1961، فاستجاب باي أخاموك لهذه الدعوة، واصطحب معه مجموعة من أعضاء قبيلته؛ وهم أخاموك الحاج موسى، وإدابير مغلي بن أماياس، ومهدي بالل بن محمد.

بعد وصول الوفد إلى فرنسا، اتصل بهم ميشل دوبيري، واقترح على باي تعيينه سلطانًا على “الجمهورية الصحراوية”، التي ترغب فرنسا في إنشائها، وتتعهّد أن تقدم له كل المساعدات والتسهيلات، التي تمكّنه من تسير الهياكل الإدارية والسياسية، لكنّه ردّ عليه بموقفه الشهير: “إذا استقلت الجزائر فنحن معها وإن بقيت تحت سلطتكم فنحن معها”.

في سنة 1962 قرّر أخاموك التخلّي منصبه أمنوكال الأهقار، وذلك لارتباطاته السياسية، إذ كان عضوًا في المجلس الوطني المنتخب برئاسة فرحات عباس، إلّا أن سكّان المنطقة وسكّان القبائل، أجمعوا على أنه لن يكون أحدٌ غيره في منصب أمنوكال الأهقار، فبقي في منصبه إلى غاية وفاته في الفاتح حزيران/جوان 1975، عن عمر ناهز 67 عامًا، ليخلفه بعدها شقيقه الحاج موسى أخاموك.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى