آخر الأخبارإقتصادتكنولوجيا

التحول الرقمي في الجزائر ..هكذا تُقلص الشركات والتجار الخسائر الإقتصادية لجائحة “كورونا”

يمثل التحول نحو الرقمنة فرصة من ذهب للشركات و التجار في الجزائر لتجاوز الآثار الإقتصادية لجائحة “كورونا” التي باتت تهدد مناصب العمل للملايين من الجزائريين ، مع دعوة رئيس الجمهورية إلى تسريع التحول الرقمي في البلاد واعتماد الرقمنة للنهوض بالإقتصاد الوطني في جزائر جديدة .

وبحسب مهنيين فقد أظهر فيروس -كوفيد 19-  الحاجة الملحة إلى اعتماد الرقمنة في تقديم خدمات للجزائريين القابعين تحت الحجر الصحي، تنهي خطر تنقلهم لاقتناء حاجياتهم في ظل تزايد انتشار الفيروس في البلاد وتزيل عنهم الطوابير الطويلة أمام مداخل المحلات بفعل الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس وسط المواطنين.

ويرى هؤلاء أن هذه الخدمات التي وإن كان بعضها موجودا، لم تستعمل بالكيفية المطلوبة التي يفرضها التطور و التحول الرقمي الذي يشهده العالم .

العمليات التجارية الرقمية ملاذ التجار والشركات 

إعادة غلق بعض النشاطات والمحلات التجارية “إلى إشعار لاحق” على خلفية عدم احترام التجار والمواطنين للتدابير الصحية الوقائية، دفع بالكثير من التجار للجوء إلى التجارة الإلكترونية و”البيع عبر النت” كمنفذ وحيد لتعويض الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا، وتلبية مئات آلاف الطلبات الخاصة بالألبسة والأحذية من قبل العائلات التي لم يسعفها الحظ في اقتناء ملابس العيد خلال الأسبوع الفارط حين رخصت الحكومة لفتح جزئي للمحلات التجارية.

جمعية التجار تدعو منخرطيها إلى استغلال الرقمنة و المنصات الإلكترونية 

يؤكد الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين في تصريح لموقع التلفزيون الجزائري، أن الكثير من التجار لجأوا مباشرة بعد إعادة غلق الولاة للعديد من النشاطات التجارية، إلى فتح منصات إلكترونية للبيع عن بعد وفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتصريف سلعهم من الأحذية والملابس قبل عيد الفطر المبارك كحل رقمي يحقق نتائج جيدة .

ويقول الحاج الطاهر بولنوار ، أن التجار يملكون مخزونات هائلة من السلع لم يتم تسويقها خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية، مضيفا أن هناك فترات يكثر فيها الطلب فقط لتصريف المخزون من السلع كملابس العيد التي يجب –يقول المتحدث-على التجار انتهازها من خلال البيع عبر النت مع الالتزام بقواعد وشروط الصحة كتعقيم المنتجات قبل تسليمها للزبون.

وبحسب بولنوار فإن جمعيته قامت خلال السنوات الماضية بتكوين المنخرطين على تقنيات البيع عبر النت من خلال دورات تكوينية أطرها شباب مختص في التسويق الإلكتروني.

ودعا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين للتوجه نحو التجارة الالكترونية واستغلالها في فترة الغلق الاحترازي الثاني، لتعويض خسائرهم المادية وتلبية متطلبات الجزائريين .

“البيع عن  الأنترنيت” يضمن أجور عمالنا ويلبي طلبات زبائننا


من جهته يقول عبد الله رامول مدير عام شركة أجنبية لبيع وتوزيع الأحذية بالجزائر، في تصريح لموقع التلفزيون الجزائري، أن الوضعية الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد 19 أثرت سلبا على عادات الشركة بعد غلق كل محلات التابعة لها و المنتشرة عبر  الوطن ، وكان لزاما -يضيف المتحدث- الإعتماد على خيارات أخرى في البيع لم تكن تعتمد عليها الشركة بشكل كبير في وقت سابق كالبيع على النت بسبب عدم اقبال الجزائريين على هذه الطريقة العصرية في البيع .

وبحسب عبد الله فإن اعتماد شركته على العمليات التجارية الرقمية  أو البيع عبر النت” في الوقت الحالي، يهدف إلى تلبية طلبات زبائنه خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك بالإضافة إلى محاولة انقاذ عماله من البطالة التقنية الناتجة عن توقف نشاط الشركة التجاري بسبب الغلق الإحترازي.

ويرى المتحدث أن التوجه نحو الرقمنة بات ضرورة ملحة و سيجنب الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة خاصة في قطاع الخدمات ، مضيفا أن الاعتماد على التجارة الالكترونية في ظل الجائحة ساهم في تلبية حاجياتهم الضرورية من جهة والتزام المواطنين بالحجر المنزلي في نفس الوقت.

وعن قضية تعقيم المنتجات، قال المتحدث إن شركته تعتمد على شروط تتطابق ومعايير السلامة في عملية توصيل المنتوج الى الزبون.

زبدي: نُشجع التجارة الإلكترونية وعلى التجار المساهمة في ترويجها

أما جمعيات حماية المستهلك فيرى رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك الدكتور مصطفى زبدي، أن” العلميات التجارية الرقمية عرفت انطلاقة محتشمة خلال السنوات الماضية، لكنها تشهد اليوم رواجا كبيرا منذ بداية الحجر المنزلي في الجزائر بسبب فيروس كورونا.

وقال زبدي أن التجار حتى وان تأخروا في اعتماد التجارة الإلكترونية، إلا أنها باتت أكثر الحلول نجاعة في الوقت الحالي لتلبية متطلبات الأسر الجزائرية خلال هذه الظروف الصحية الصعبة، والتقليص من الخسائر المادية الكبيرة للتجار و كذا تقديم حلول تحافظ على الحياة الاجتماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى