مجتمع

الحجر المنزلي للأطفال “بين الوعي والرعاية”

فترة صعبة واستثنائية يعيشها الأطفال هذه السنة بسبب الظروف الصحية الاستثنائية الذي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد –كوفيد19- من شهر مارس الفارط، فترة ما يقارب أربعة أشهر من المكوث بالبيت للأطفال تسببت في خلق طاقة سلبية متمثلة في الملل، الضيق، والشعور بالقلق، عوامل نفسية قد تأثر على هذه الفئة على المدى الطويل.

للوقوف عند يوميات الأطفال في الجزائر منذ بداية الأزمة الصحية من جميع الجوانب، قمنا باستطلاع أراء الأولياء، حيث عبروا عن قلقهم إزاء وضعية أبنائهم بعد أن فقدوا السيطرة على تصرفاتهم خلال فترة الحجر الصحي، كما أن الظروف الراهنة هذه وضعت الأباء أمام تحديات كثيرة منها سد الفراغ الذي عايشوه طيلة هذه الأسابيع لاسيما في ظل غياب المدارس والأصدقاء من جهة، والسعي على الحفاظ على حالتهم النفسية ومحاولة توعيتهم بشكل متواصل من جهة أخرى.

وفي هذا الصدد كشف المختص في علم الاجتماع الدكتور “حنطابلي يوسف” للموقع الإخباري التلفزيون الجزائري، ” بأن الطفل ليس عبارة عن وضعية عقلانية التي يمكن التعامل معها من حيث الطرح والاقناع، بل هو عبارة عن التزام، وتوجيهات… لأن الطفل لديه طاقة وسلوك يتجاوزان الجانب العقلي، بل هو انفعالي وعاطفي، ليس بالإمكان التحكم فيه وإقناعه بسهولة “.

أما بخصوص الحالة النفسية للأطفال في عز الأزمة الصحية أوضح “الدكتور حنطابلي”، “أن العامل النفسي الصحي موجه للطفل بل هو في الأساس موجه للكبار، وبالتالي الكبار هم من يتأثرون بهذه الوضعية وينقلونها إلى الأطفال”، مضيفا “بأن الحالة النفسية للطفل ليست مرتبطة بالوضع الاجتماعي بل هي كيف يتعامل معه أوليائه”، حيث أعتبرهم متغير أساسي في تسير الوضعية النفسية للأطفال.

من جهته يرى المختص في علم النفس التربوي “مسعود بن حليمة”، “أن الحجر الصحي عند الأطفال عبارة عن كبح وهذا الكبح أدى إلى مكبوتات، أثرت عليهم سلبا وبتالي أصبحوا في حالة قلق”.

وأضاف بن حليمة، “هذه المرحلة من حياتهم عبارة عن سبات عميق وهذا يؤثر عن علاقتهم مع بعضهم البعض، مما يجعلهم يعتقدون أن العالم الخارجي ليس من مستحقاتهم في حين هم في حاجة الى اكتشاف العالم الخارجي، وعليه يظهر عليهم حالة الاكتئاب ونوع من العدوانية والمخاوف وكذا اضطرابات سلوكية التي لا تجعله يفرق بين الحقيقة والخيال، وهذه الأثار النفسية العميقة قد تؤدي بالطفل إلى الانحراف “.

وبخصوص كيفية التعامل مع الأطفال في ظل الحجر المزلي، يرى الدكتور بن حليمة “أن لابد من إعطاء الطفل مكانة واهتمام بشكل متواصل، وفي نفس الوقت محاولة توجيهه على الأخذ بالإجراءات الوقائية وزرع بداخله ثقافة صحية، التي تنمي وعيه بطريقة سلسة”.

أمن ولاية الجزائر: إحصاء 5917 إخطار خلال السداسي الأول

من جهتها أحصت مصالح أمن ولاية الجزائر 5917 إخطار على الرقم الأخضر 104 الخاص بالتبليغ عن التجاوزات في حق الأطفال.

وتشير إحصائيات فرق حماية الأشخاص الهشة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية العاصمة، أنه خلال السداسي الأول من السنة الجارية تم معالجة 111 قضية تتعلق بالخطر المعنوي و147 ضحية في مختلف الاعتداءات مست فئة الأطفال، تتوزع بين قضايا التحرش، الضرب، الجرح العمدي، الاغتصاب.

وبناءا على هذه الإحصائيات قامت مصالح الأمن المختصة في حماية فئة الناشطة في الميدان بالتدخل من اجل حماية الأطفال من مختلف الأخطار سواء معنوي أو مادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى