دولي

المغرب: منذ قرن دخل إبن الريف عبد الكريم الخطابي التاريخ من الباب الواسع

خصصت مجلة “نقد” المتخصصة في القضايا الإجتماعية، عددا خاصا، بمناسبة الذكرى المئوية لمعركة “أنوال” التاريخية، التي هزم خلالها المقاوم المغاربي عبد الكريم الخطابي (والذي يعود أصله إلى الريف)، الجيش الإسباني.

وأتى في مقال مجلة “نقد” أنه “في 21 جويلية 1921، هزم محمد بن عبد الكريم الخطابي الجيش الاستعماري الإسباني، بقيادة الجنرال سيلفستر. لقد كان الشعور بالكارثة في الأوساط العسكرية والسياسية الإسبانية، والمجد في الريف المغربي،
إذ تمكن بطل من هناك دخول التاريخ من الباب الواسع”.

وكانت حركة المقاومة التي قادها محمد بن عبد الكريم، في الربع الأول من القرن العشرين، حسب المجلة، “تتويجا لحركات مقاومة سابقة للاحتلال الأجنبي..هي ليست مجرد قتال ضد الغزاة (المسيحيين) مثل الحركات السابقة،بل تتجاوزهم بشكل ما, لأنها أيضا معركة ضد استغلال ثروات البلاد من قبل الأوروبيين، كما أنها الفكرة، و هي تتجاوز فكرة القبيلة لترتقي الى مفهوم “الأمة”.

إن كلماته حول “استقلال الريف”، الذي لم تحتله القوات الإسبانية بعد، تشكل “أول بيان لعبد الكريم، مناهض للاستعمار”، فبالنسبة له كانت دولة الريف أول خطوة نحو تحرير كل المغرب، ومن ثم كل المغرب العربي.

وكان يأمل الخطابي، حسب المقال، أن تنتشر الحركة في مناطق أخرى، والتي كانت ستثور في نهاية المطاف ضد الاحتلال الأجنبي.

كما كان يُنظر إلى حركة التحرير التي أطلقها الأمير عبد الكريم الخطابي، على أنها خطر على الوجود الفرنسي ليس فقط في المغرب، ولكن أيضا في كل شمال إفريقيا، لأن استقلال المغرب، بالنسبة له، كان لا ينفصل عن استقلال تونس والجزائر.

وخلص المقال الذي نشر في مجلة “نقد” إلى أن “عام 1921 هو تاريخ مرجعي، ومحمد بن عبد الكريم الخطابي شاهد رئيسي في النضال من أجل تحرير الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية”.

يذكر أن محمد عبد الكريم الخطابي،هو مقاوم مغاربي،أصله من الريف (شمال المغرب)، ولد حوالي عام 1882 في أجدير، في قبيلة آيت واريجل.

وقاد بطل معركة “أنوال”, ابتداء من سنة 1925, المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي.

لكن تم نفيه في 1926, وقضى حياته في مصر, حيث توفي عام 1963, ولا تزال رفاته متواجدة في المنطقة المخصصة للأبطال العرب, في العاصمة المصرية القاهرة, لأن سلطات المملكة المغربية رفضت السماح بنقلها إلى الريف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى