أخبار الوطن

الوزير الأول: رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون يُتابع باهتمام خاص أشغال القمة العربية – الصينية ويتمنى لها كلّ النجاح

جاء في كلمة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، خلال مشاركته في فعاليات القمة العربية – الصينية “ويطيب لي، في مستهل كلمتي، أن أنقل إليكم تحيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الذي يتابع باهتمام خاص أشغال قمتنا هذه ويتمنى لها كل النجاح، باعتبارها خطوة جديدة في مسار بناء شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية، مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والنمو المشترك، ولكونها إضافة نوعية لبناء نظام اقتصادي دولي جديد، أكثر توازنا، لتكون بذلك نموذجا للتعاون جنوب-جنوب.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي؛

إن اجتماعنا اليوم يحملنا على استذكار التواصل بين الحضارتين العربية والصينية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، حيث ارتبط الجانبان بعلاقات امتدت على مدى أكثر من 2000 سنة، عبر طريق الحرير براً وبحراً، وكان السلام والانفتاح والتسامح والتعاون سمة بارزة للتواصل الجانبين.

ويشهد تاريخنا المعاصر بدوره على استمرار هذا الإرث التاريخي المتميز من خلال عديد محطات التعاون والتضامن بين الطرفين، إذ لم تتردد الصين في دعم القضية الفلسطينية ومساندة حركات التحرر في الدول العربية، وبدورها، لم تتخلف الدول العربية في دعم مبدأ الصين الواحدة واستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.

ولذا، يأتي اجتماعنا اليوم في موعد متجدد مع التاريخ لنواصل تعميق التعاون بين الجانبين، والذي خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية، بلغت معها معدلات التبادل التجاري والاستثمارات البينية مستويات قياسية، جعلت من الصين الشريك التجاري الأول للدول العربية، التي أصبحت بدورها سابع شريك تجاري للصين، وموردها الأول من النفط الخام.

وقد انتقلت هذه الشراكة إلى مرحلة جديدة عبر تأسيس “منتدى التعاون العربي-الصيني”، سنة 2004، كإطار شامل للتعاون الجماعي، مدعوم بآليات سياسة واقتصادية واجتماعية، تلاها تجاوب الدول العربية مع المبادرة الصينية “الحزام والطريق” وانخراطها في مشاريعها.

وإننا نؤكد دعمنا لهذه المبادرة لاعتمادها على برامج إنمائية في مجالات البنى التحتية الأساسية والاتصالات والطاقة، وهو ما من شأنه خلق ترابط وتشابك بين اقتصاداتنا وانسيابية أكثر لمبادلاتنا التجارية وفضاء أرحب لاستثماراتنا المشتركة.

كما لا يفوتني أن أشيد في إطار العلاقات العربية-الصينية، بالدعم الذي قدمته الصين للدول العربية لمكافحة جائحة كورونا، في نموذج راق لعلاقات التضامن بين الدول النامية، لا تنفصل فيه الأبعاد الانسانية عن العلاقات الاقتصادية والتجارية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي؛

وعلى صعيد ثنائي، ترتبط الجزائر والصين بعلاقات تاريخية واستراتيجية، تمتد إلى ثورة التحرير الجزائرية، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة المؤقتة سنة 1958، كما يتقاسم البلدان وجهات النظر إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ويتبادلان الدعم الثابت حول المسائل التي تخص المصالح الجوهرية والاهتمامات الكبرى لكل منهما.

وقد تكلل مسار التعاون بين البلدين بتوقيعهما على الإعلان القاضي بإقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة سنة 2014، كما اعتمدا الخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة (2022-2026)، وتم التوقيع في الأيام القليلة الماضية على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018، والخطة الثلاثية 2022-2024 للتعاون في المجالات الهامة.

وإن التوقيع على هذه الوثائق أياما قبل انعقاد قمتنا هذه، يعكس الرغبة المشتركة للجزائر والصين في خدمة وتعزيز التعاون الشامل والمثمر بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي؛

في ظل حالة الاستقطاب التي يعيشها النظام الدولي وعجز الأمم المتحدة عن حل الأزمات في منطقتنا وفي العالم، فإن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين، من شأنه أن يسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.

وهنا، أود أن أشيد بموقفنا المشترك اتجاه القضية الفلسطينية، التي تمثل القضية المركزية في العالم العربي، بما يستوجب تكثيف جهود الجانبين لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لها.

وقد بادرت بلادي في القمة العربية التي احتضنتها في غرة نوفمبر الفارط، والتي كانت عن حق ” قمة لم الشمل”، باقتراح إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية، لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وندعو الصين من هذا المنبر للانخراط في هذا المسعى ودعم الموقف العربي.

وفي ختام هذه الكلمة، أود أن أجدد الشكر للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، آملاً أن يتحقق لنا من هذه القمة ما نصبو إليه من تعزيز وتطوير لتعاونننا، خدمة لأهداف السلم والأمن والتنمية، وتحقيقا لما تصبو إليه شعوبنا في مزيد التقدم والرفاه والنماء.

 

وإذ أتمنى لأعمال هذه الدورة التوفيق والنجاح، أشكركم على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى