ثقافة

امحمد بن قطاف وسبع سنوات على الغياب

تمر اليوم الثلاثاء الذكرى السابعة لرحيل امحمد بن قطاف (1939 – 2014)، أحد رواد المسرح الجزائري الذين تركوا بصمة فارقة في تاريخه.

وُلد بن قطاف الجزائر العاصمة. ومنذ طفولته كان محبا للغناء، وقد نجح في مسابقة للغناء لكنه توجه إلى فن آخر كان يملأ قلبه حباً، وهو المسرح.

وهكذا بدأ ممارسة المسرح في الستينيات وهو في أول شبابه. وفي ظرف وجيز حجز له مكانا أمام أسماء بارزة في المسرح، مثل مصطفى كاتب، وكاتب ياسين، ومحي الدين بشطارزي، وعبد القادر علولة، وعز الدين مجوبي.

وبصوته الجهوري الذي كان ليجعل منه مطربا ناجحا، برز بن قطاف في المسرح الإذاعي، حيث لفت الانتباه بأدائه المبهر وإمكانياته الصوتية وإتقانه اللغة العربية. وأحد الذين أثار انتباههم هو مصطفى كاتب الذي كان مديرا للمسرح الوطني الجزائري.

انضم بن قطاف إلى المسرح الوطني وقدم فيه عشرات الأعمال المسرحية بين كلاسيكيات موليير وشكسبير وروائع عبد الحليم رايس وولد عبد الرحمان كاكي وكاتب ياسين.

وعلى مدار أزيد من أربعة عقود، تألق في تقمص شخصيات المسرح العالمي، لافتا الانتباه بحضور قوي وأداء مبهر وصوت مميز على خشبة المسرح الذي كرس له قرابة نصف قرن من العمل بين الكتابة والترجمة والاقتباس والتمثيل والإخراج. وكممثل فقط، شارك في أكثر من 85 مسرحية.

من بين تلك الأعمال مسرحية “قف” (1979) التي تناول فيها مظاهر التسلط وغياب حرية التعبير، و”جحا والناس” (1980) التي قدم فيها نقدا لاذعا وساخرا لبعض المظاهر الاجتماعية والسياسية.

لا بد أن نذكر أيضا مسرحية “يا ستار وارفع الستار” التي كتبها وأخرجها عام 1982، وتناولت المشاكل المادية والمعنوية التي يعاني منها الفنان، وأيضا “عقد الجوهر” (1984) التي أضاءت على مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر منذ الاحتلال.

من مسرحياته أيضاً: “جيلالي زين الهدات” (1986)، و“الشهداء يعودون هذا الأسبوع” (1987)، و”العيطة” (1989).

والمسرحية الأخيرة من إنتاج “مسرح القلعة” الذي كان أول تجربة في المسرح المستقل بالجزائر، وقد أسسه كل من بن قطاف، وعز الدين مجوبي، وصونيا، وزياني شريف عياد.

من أعماله الأخرى: “جحا والناس” (1980)، “موقف مستقر” (1995) إضافة الى “فاطمة ضجيج الآخرين” (1998).

تولى بن قطاف إدارة المسرح الوطني من 2004 إلى 2014. وخلال تلك الفترة ألف وأخرج عدة مسرحيات من بينها “التمرين”، ونص “يا قدس” الذي كان آخر إبداعاته على الخشبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى