آخر الأخبارأخبار الوطن

خبراء لموقع التلفزيون الجزائري: زيارة بوقدوم إلى روسيا ستعطي دفعا جديدا للجهود الأممية الرافضة للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا

يرى خبراء في العلاقات الدولية والقضايا الأمنية، أن زيارة وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم إلى روسيا تدخل في إطار “الجهود الأممية الرامية لتفادي التدخل العسكري الخارجي في ليبيا”، مضيفين “للموقع الإخباري للتلفزيون الجزائري”، “أن المقاربة الجزائرية هي الأنسب لليبيين”، متوقعين عودة “قوية” للدبلوماسية الجزائرية إلى واجهة الأحداث الإقليمية والدولية.

إعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، الدكتور سليمان أعراج، توقيت زيارة وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم إلى روسيا “بالمدروس والهام من الناحية الدبلوماسية تزامنا والتطورات الأمنية في ليبيا”، مضيفا أن هذه الزيارة تندرج “في إطار الجهود التي تقودها الجزائر من أجل دعم الحل السياسي عبر التنسيق مع القوى الدولية الفاعلة في الملف”.

وفي هذا الصدد قال الدكتور أعراج ” إن الجزائر تقود اليوم مساعي داعمة للمجهود الأممي الذي من شأنه إعادة بعث مسار الحل السلمي وإنهاء الاقتتال الحاصل في ليبيا، مع العلم أن موقف الجزائر عقلاني، وأثبت أنه الأنسب والأقرب لحل الأزمة في هذا البلد الجار”، موضحا أن “ما يصنع تميز الموقف الجزائري هو أنها تقف على مسافة واحدة من مختلف الفرقاء اللبيين، ومشروع الجزائر الوحيد في ليبيا هو استقرار هذا البلد الشقيق”.

وعن أهمية التوافق الجزائري – الروسي في الملف الليبي والرافض للتدخل العسكري الأجنبي، كما جاء في المؤتمر الصحفي لكل من وزير الشؤون الخارجية “صبري بوقدوم” ونظيره الروسي “سيرغي لافروف”، أكد عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، أن هذا “التوافق مهم ويساعد على حشد الجهود الدولية والاقليمية لدعم السلام والاستقرار في ليبيا “، مشيرا “أن مساعي الجزائر تهدف إلى التقليل من حدة الإنقسام والتضارب الدولي حول ليبيا، خصوصا وأن الجزائر تتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الفواعل المتداخلة في هذا الملف”.

و في رده على سؤال حول مخاطر التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، حذر الدكتور أعراج من تبعات هذه الخطوات، قائلا “هناك بعض الدول تقوم بالإستعراض والتلويح بالتدخل العسكري وهذا يتناقض مع المساعي الأممية لحل الأزمة، وعلى الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها، فمهمتها الأساسية تعزيز التزام جميع الأطراف بوقف التدخل المباشر في تأجيج الوضع ووقف تدفق السلاح، كما أن نجاح هذه المساعي مرتبط بانخراط جدي من قبل الجميع في دعم التوجه نحو الحل السياسي بإشراك جميع الليبيين بعيدا عن منطق الثنائية التي أضحت تعقد الأمور أكثر فأكثر”.

الدبلوماسية الجزائرية ..نحو عهد جديد في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية

أما بخصوص الديناميكية الجديدة التي تشدها الدبلوماسية الجزائرية في الأشهر القليلة الأخيرة التي تترجمها عدد الزيارات واللقاءات الثنائية بين مسؤولين جزائريين وأجانب، أكد الدكتور أعراج أن “الحركية الكبيرة التي نعيشها اليوم تعكس أهمية دور الجزائر ومكانتها الدولية حيث أصبح صوتها مهم في الساحة الإقليمية وحتى الدولية، صوت ينظر اليه الجميع نظرة احترام وتقدير، وهذا التحرك القوي تصنعه قوة مؤسسات الدولة التي تدعم الإستقرار على صعيد الجبهة الداخلية، وتتيح حضورا أكبر للجزائر في المحافل الإقليمية والدولية”، مضيفا أن العلاقات الجزائرية – الروسية “ستتطور أكثر في جميع المجالات في المرحلة المقبلة”.

الدفاع عن الأمن القومي للجزائر ومخاطر التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا

من جهته صنف الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد كروش، زيارة وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، إلى روسيا في خانة التعاون الثنائي، “العلاقات الثنائية قديمة وعريقة بإعتبار الجزائر أهم زابون لموسكو في المجال العسكري ما جعل مستوى التنسيق الأمني البيني عال جدا في مختلف الأزمات الإقليمية والدولية”.

وفي هذا السياق قال العقيد المتقاعد، إن الشغل الشاغل بالنسبة للجزائر وروسيا في الفترة الأخيرة هي “الحرب الدائرة في ليبيا وأليات تحقيق السلام، فموسكو ترى في ليبيا منطقة نفوذ تاريخية أما بالنسبة للجزائر فهي تتقاسم شريط حدودي كبير تعتبر أي تدخل أجنبي في المنطقة بمثابة تهديد لأمنها القومي بسبب إنتشار السلاح وتحول هذا البلد الجار إلى ساحة للتصفية الحسابات الدولية وبؤرة للجماعات الإرهابية “.

وعليه يرى الخبير في الشؤون الأمنية، أن الجزائر وروسيا تسعيان من خلال هذه الزيارة إلى تطبيق مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا التي تقوم على الحل السلمي – السياسي للأزمة الأمنية بعيدا عن التدخل العسكري الأجنبي، مؤكدا أن “روسيا تملك القدرة في التأثير على القوى الغربية كونها عضوا في مجلس الأمن الدولي أما الجزائر فبحكم الجوار فهي تعرف جيدا طبيعة المجتمع الليبي الشقيق وعليه حظوظ نجاح هذه المساعي كبيرة جدا”.

وعلى ضوء زيارة وزير الشؤون الخارجية إلى موسكو، أكد ذات المتحدث أن الدبلوماسية الجزائرية بدأت “تستعيد زمام المبادرة ولعب دور فعال في الأزمة الليبية وهذا تجسيدا لإرادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي التزم منذ إنتخابه بالعمل بكل إخلاص من أجل إسماع صوت الجزائر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية في إطار الشرعية الدولية”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى