أقلام التلفزيون

ذخيرة الحرب الجديدة…

ان الدراسة التي أجراها معهد “ماساسوستش” الأمريكي حول الأخبار المضللة في مواقع التواصل الاجتماعي و التي انتهت إلى أن حجم الأخبار الزائفة المتداولة على المنصات الرقمية الاجتماعية تفوق الحقيقية منها، مما يؤكد أن التضليل و الكذب أصبح صناعة قائمة بذاتها تقف ورائها مخابر وكالات استخبارية ، لا تقوم بالتضليل لذاته و لكن من أجل توجيه الجماهير وفق أجندات مسطرة مسبقا  .

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في ضرب استقرار الدول و المجتمعات و حالات دول ما سمي بـ ” الربيع العربي” تدل بكل وضوح عن مساهة هذه المنصات في تهييج الشارع العربي و الدفع بمجرى الأحداث نحو المواجهة و الصدام مما حوٌل مطالب مشروعة كانت تتعلق بإصلاحات سياسية و اجتماعية بطريقة سلمية إلى مطالب عدمية، أدت إلى ضرب الدولة الوطنية و تفكيك مؤسساتها و الزج بالأوطان في اتون لفراغ و اللادولة ؟! .

ان السمة الأساسية للأخبار المضللة و الكاذبة هي التضخيم و المبالغة كونها الحيلة الوحيدة القادرة على استمالة الجمهور و جلب اهتمامه و من ثمه تبدأ المرحلة الحاسمة و هي صناعة الرأي العام و توجيهه وفق المخططات المرسومة و الأجندات المسطٌرة بعدما أصبح عجينة قابلة للقولبة.

ان ايجابيات و مغريات وسائط التواصل الاجتماعي مثل سهولة و سرعة التواصل و ما توفٌره من انتشار فائق للأخبار، جعلت كل شعوب العالم تُهرول إلى حجز مكان في هذا الفضاء الافتراضي الكوني الذي ربط جنوب المعمورة بشمالها و شرقها بغربها ، بعدما تلاشت كل الحواجز التي كانت تفرضها الحدود و التأشيرات، غير أن هذه الخدمة و هذا الكم الهائل من المعلومات المتدفقة التي تفوق قدرة استيعابنا ، الأكيد أنها ليست هدية لكي نحصل عليها دون مقابل ؟.

ان الجزائر كغيرها من دول هذا العالم تتعرٌض بشكل يومي لحملات مركٌزة لضرب أمنها و استقرارها من أجل ابتزازها ثم تجريدها من هامش المرواغة الذي يضمن سيادة قرارها في عالم تسيٌره قوى مهيمنة لا تقبل بوجود قواعد غير تلك التي وضعتها و اليوم لم تعد هذه القوى المهيمة تلجأ للوسائل الصلبة أو إلى الأسلحة و الطائرات، بل إلى وسائل أقل تكلفة و أكثر فتكا و بطشا و هي حروب ذخيرتها الإشاعة و المعلومة المضللة و هدفها ضرب انسجام المجتمعات و وحدة الشعوب ، إنها حروب الجيل الرابع أو الحرب الجديدة التي كان أول من أطلق عليها هذه التسمية ، البروفيسور الأمريكي ، ماكس مايوراينك – خلال محاضرة له بمعهد الأمن القومي الاسرائيلي- وهي حرب تهدف أساسا – حسبه- إلى افشال الدولة و زعزعة استقرارها و من ثمة فرض واقع جديد يراعي مصالح و أجندات الأطراف التي أعلنتها ؟!.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى