و تأكد شغفه بالأحصنة و القطط على وجه الخصوص في نهاية الستينيات من خلال لوحاته التي ركزت على الحيوانات و تأكد ذلك من خلال لوحة ” القطط” (1972) و ” القطيع” (1979) احد أشهر أعمال علي-خوجة و التي تمثل مجموعة من الأحصنة على لوحة ساحرة من الألوان.
وبعد الصدمة التي تلقاها إثر اغتيال خاله محمد راسم وزوجته عام 1975 أوقف الفنان كل نشاطه الفني إلى غاية بداية ثمانينات القرن الماضي.
وصادفت هذه المرحلة من حياة الفنان تخليه عن المواضيع المتعلقة بالحيوانات والمناظر الطبيعية للخوض في الرسم التجريدي بعناوين مثل “علامة العصر” (1982) و “نشأة الكون” (1983) و “هوس” (1985) و”تناقض” (1986).
كان هذا الانتقال إلى الرسم التجريدي بالنسبة لفنان حزين ومكتئب “نوعا من التعبير ومحاولة لفهم العالم”. وحسب فنان المنمنمات مصطفى عجاوت أحد تلاميذه فقد كان الطابع التجريدي بالنسبة لعلي خوجة بمثابة “تحرر نفسي”.
وواصل علي خوجة الرسم إلى آخر يوم من عمره ولم يثنه ثقل السنين أبدا عن الإبداع.
ويتذكر نجله عبد الرحمان الذي التقته وأج بعيادته لطب الأسنان أن أباه “كان يقضي جل وقته في ورشته بالأبيار بين حاملة لوح الرسم والحاسوب للاستماع إلى الموسيقى العالمية والموسيقى التقليدية الجزائرية”.
واستطرد يقول “لم يهتم أبي قط بتسيير مشواره الفني (…) ولا بترقية أعماله رغم إيمانه بخياراته الفنية والجمالية”.
وتؤكد هذه الشهادة ما جاء في البورتريه الذي خصصه له عام 1990 الشاعر والصحفي الطاهر جاووت الذي وصف علي خوجة ب”الفنان الصارم والحصيف (…) والمتمسك بمتعته وحريته” في الإبداع.