مجتمع

وهران: نجم الدين،”القديم رسكلو وعمرك لا تفرط فيه”

مهندس معماري فضل أخد درب آخر، منطلقا في مغامرة حرفية ويدوية ركيزتها “الرسكلة” وتحويل الخشب القديم والمستعمل، المرمي في القمامات إلى تحف فنية وأثاث منزلي.

“أنا عصامي التكوين، بدأت بمشاهدة بعض الفيديوهات في اليوتيوب، التي شدت انتباهي وجعلتني أتقرب من عدد من الحرفيين في النجارة وطلب المساعدة، كلهم وهم مشكورون، لم يبخلوا بالتوضيح والشرح والمعلومة ومن هنا انطلقت نحو عالم النجارة و”الرسكلة” واسترجاع ما يرميه الآخرون وتحويله إلى أثاث جميل” هكذا وضح لنا نجم الدين خطواته الأولى في فنون النجارة وصناعة الأثاث.

رغم نقص التجربة والإمكانيات والوسائل وانعدام المحل أو مكان العمل، نقش النجار الشاب طريقه بإبداع وحب، عن طريق انجاز عدد من التحف، من طاولات وكراسي ومكاتب، نبعت كلها من احتياجاته الشخصية كبداية، فنجم الدين إسقاط واقعي للمقولة الشهيرة ” الحاجة تبرر الوسيلة”. ليواصل يوميا في عملية البحث في الشوارع وأمام المحلات، عن كل أنواع الخشب، ليعطيها فرصة ثانية في الوجود، بعدما كانت ستنتهي في المفرغات العمومية …

وللتعريف بأهمية الرسكلة وضرورة المواصلة في شق طريق لامتناهي في هذا المجال الإيكولوجي الاستراتيجي، شارك “نجم الدين” في معارض عديدة في مدينة وهران، محاولا في كل مرة إقناع الضيوف والزوار ومحبي الطبيعة والسلطات على ضرورة المرور من سياسة الاستهلاك إلى ثقافة “الرسكلة” والإبداع الاقتصادية، النافعة للبلاد والعباد.

صاحب مشروع “ستار وود” يحتك يوميا بعدد من المبدعين في مدن أخرى لديهم نفس القناعة، يقطنون في قسنطينة والجزائر العاصمة، يكرسون وقتهم وجهودهم يوميا لفكرة اللجوء إلى مختلف طرق الرسكلة” والاسترجاع، فكرة مستدامة تحافظ على كوكبنا وعلى ما تبقى فيه من ثروات.

“نجم الدين حمراني” 34 سنة، أفكار وطموح وأهداف واضحة، أساسها التنمية المستدامة، أركانها أربع، الاقتصاد، المجتمع، البيئة والثقافة. “فالحرفي الأخضر” يرغب في إنشاء ورشة كبيرة، يوظف فيها ذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من الشباب المتخرجين من معاهد التكوين المهني ويغرس فيهم ثقافة “القديم رسكلو وعمرك ولا تفرط فيه”. فهل من تشجيع ومساعدة؟

 

خيرالدين قدور براهيم

مصطفى عدناني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى