دولي

موجة الاحتجاجات ضد العدوان الصهيوني على غزة تغزو الجامعات الأمريكية والأوروبية

امتدت حمى الاحتجاجات والاعتصامات الداعمة للفلسطينيين والمنددة بتواصل عدوان الاحتلال الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، من الجامعات الأمريكية إلى الجامعات الأوروبية، رغم العنف المستعمل لفضها وسلسلة الاعتقالات التي مست الطلبة.

ففي وقت تتصاعد الاحتجاجات في الجامعات المتواجدة في مختلف ولايات أمريكا، رغم شدة العنف الذي يتعرض له الطلبة الرافضين دعم بلادهم لعدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وتزويده بالعتاد العسكري, امتدت شرارة الاحتجاجات إلى الجامعات الأمريكية خارج البلاد, بل وحتى إلى أوروبا وعلى وجه الخصوص فرنسا.
وتشهد مختلف الجامعات الفرنسية, على غرار جامعة السوربون التاريخية, احتجاجات طلابية متصاعدة مطالبة بوقف عدوان الاحتلال الصهيوني على القطاع ووضع حد للشراكات القائمة بين الجامعات الفرنسية والكيان الصهيوني, ورغم لجوء السلطات إلى القوى الأمنية وإلى العنف في فض الاعتصامات, خصوصا لدى سحب عشرات الطلاب من الخيام التي نصبت داخل الحرم الجامعي, إلا أن الطلبة ماضون في دعمهم لغزة, ودفاعا عن حقوق الفلسطينيين.
وفي اليومين الأخيرين, اتسعت رقعة المشاركة والدعم, حيث صدرت بيانات عن الاتحاد الطلابي وعن الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا, تدعو إلى تعزيز التعبئة في الجامعات الفرنسية كافة, مثلما يحصل في الولايات المتحدة الأمريكية, ومنددة بردود فعل السلطات العنيفة مع طلبة مسالمين معتصمين من أجل حقوق الانسان في غزة.
وجدير بالتذكير أنه سبق لرجال الأمن اللجوء إلى العنف في فض اعتصام بمعهد العلوم السياسية, في تولوز, أواخر أبريل الماضي, مع العلم أن لافتة تم تعليقها عند مدخلها كتب عليها “دعم فلسطين ليس جريمة”.
كما أصدر طلاب معهد العلوم السياسية, في مدينة مونتون الساحلية, بيانا يدعو إلى العمل على تنفيذ قرار “محكمة العدل الدولية” بشأن عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة واحتمال حصول مجزرة ضد المدنيين, مشددين على ضرورة وضع حد للضغوط التي تمارس على الطلاب وانتهاج ازدواجية المعايير في التعاطي مع العدوان على القطاع, إلا أن مسؤول المعهد قرر غلقه إلى إشعار آخر ومتابعة التعليم عن بعد, للحيلولة دون تمكين الطلاب من الاعتصام دعما لغزة.
وقد أدى العنف الذي تعامل به رجال الأمن لفض اعتصامات الطلبة في مختلف الجامعات الفرنسية, إلى إضراب في جامعة “جان مونيه” بمدينة سان إتيان, والتي أكد طلبتها أنهم مضربون “من أجل السلام ووقف إطلاق النار في غزة”, في وقت تتأهب معاهد العلوم السياسية في مدن ستراسبورغ ورين وبوردو وليون وتولوز وسان جيرمين ــ أون لي وريمس وغرونوبل وجامعة تولبياك في باريس, وغيرها, لاعتصامات شبيهة لتلك التي حدثت في جامعة السوربون.
من جهتها, طالبت النقابات الطلابية في غرونوبل بتجميد الشراكة مع جامعة في النقب تابعة للكيان الصهيوني, لأنها تقدم منحا ومساعدات مالية للطلاب الذين يشاركون في عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.
احتجاجات الطلبة تتواصل بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة رغم القمع —
وفي سياق احتجاجات الطلبة المناهضة لعدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل منذ 7 أشهر على القطاع, تجمع الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في مظاهرات بالجامعات في المملكة المتحدة, حيث نصب الطلاب في ليدز ونيوكاسل وبريستول خياما خارج مباني الجامعات, أمس الأربعاء, احتجاجا على استمرار عمليات الابادة الجماعية وحمام الدم في غزة.
وقال الطلاب بجامعة بريستول, والذين أقاموا مخيما بالخيام ولافتات احتجاجية, إنهم ينظمون المظاهرة احتجاجا على تواطؤ الجامعة مع الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين, بينما قالت منظمة “نيوكاسل للفصل العنصري خارج الحرم الجامعي” إن مظاهرتها كانت لإلقاء الضوء على الاستراتيجية الاستثمارية للمؤسس, وتواطؤها في جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وجدير بالتذكير أنه في 18 أبريل الماضي, بدأ طلاب رافضون للعدوان الصهيوني على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك, مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الصهيونية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب, توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة, منها جامعات رائدة مثل هارفارد وجورج واشنطن ونيويورك و ييل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونورث كارولينا.
وأثارت مشاهد العنف في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأمريكية, خلال الأيام القليلة الماضية, أين تم اعتقال العشرات بعد حملة قمع شنتها الشرطة الأمريكية, والتي تم بثها عبر وسائل الإعلام العالمية, غضبا متجددا بين طلاب المملكة المتحدة وشعورا بالتضامن المشترك.
ففي شيفيلد, بدأت مجموعة تطلق على نفسها اسم “تحالف حرم شيفيلد من أجل فلسطين”, وهو تحالف من “الموظفين والطلاب والخريجين” من جامعتي شيفيلد وشيفيلد هالام, مخيما تضامنا مع الفلسطينيين.
وتجدر الإشارة إلى أن المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين, فرانشيسكا ألبانيز, سبق لها أن أدانت العنف الذي تمارسه الشرطة الأمريكية ضد المشاركين في احتجاجات الجامعات للتضامن مع فلسطين.
وقالت المقررة الأممية, في منشور لها على منصة “إكس” أمس الأربعاء, إنها أصيبت ب “الدهشة” أمام العنف الذي تمارسه الشرطة الأمريكية تجاه متظاهرين منددين بالإبادة الجماعية في غزة, واصفة الأمر ب “الحقيقة البشعة”.
وطالبت ألبانيز بضمان أمن الطلاب والأكاديميين المتظاهرين, مختتمة بالقول : “لتنتهي الإبادة الجماعية في غزة. ولينتصر العدل والعقل”.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى