مجتمع

“تجماعت” تؤكد فعالياتها كالعادة وتبدع في إدارة الحجر الصحي

يعتبر عزالدين كنزي، أستاذ في الأنثروبولوجيا بقسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو أن الدور الفعال الذي لعبته وتلعبه تاجماعت (مجلس القرية) في تنظيم الحجر الصحي عبر منطقة القبائل منذ ظهور وباء كورونا يؤكد على “نجاعتها المتكررة” في إدارة الأزمات والكوارث.

ويبرز الإشراك الفعال لتاجماعت في تنظيم هذا الإجراء الوقائي وفي العملية التضامنية التي ترافقه “محافظتها (تاجماعت) على دورها التوحيدي الذي يسير الحياة العامة بهدف الابقاء على تناسق وتجانس الصالح العام ويعكس نجاعتها المتكررة”، وفقا لما أكده ذات المتحدث.

وأشار عزالدين كنزي من خلال الديناميكية التي إنطلقت عبر الولاية، إلى وجود في كل قرية “مجتمع محلى يتكفل بنفسه من خلال الإعتماد على التضامن والإتحاد المتجذر في العمق التاريخي والثقافي للمنطقة”.ويضيف الأستاذ كنزي أن هذه المؤسسة الاجتماعية تعد أيضا “شكلا تنظيميا محكما يتطور ويحين نفسه للإستجابة لمتطلبات الساعة من خلال تجديد شكله التنظيمي تماشيا مع الظروف والتحديات”.

وإستدل المتحدث “بقيام تاجماعت بتسيير هذه الأزمة الصحية بالتعاون مع جمعيات شبانية وأخرى ومع السلطات المحلية”، لافتا في هذا الصدد إلى أن “ظهور هذا النسيج الجمعوي الهائل الذي ينتشر في المنطقة والذي يستمد أصوله من نفس العمق المجتمعي ونفس المرجعية التاريخية والأسس الثقافية، ليس بالأمر الغريب عليها”.

وبالنسبة للمتحدث فإن “المنطقة لم تتوان في إحياء مختلف أشكالها التنظيمية القديمة لمواجهة المخاطر”، لافتا من جهة أخرى إلى أنه في هكذا أوضاع “تكون المصلحة العامة أولى من كل شيء”.”يتم إعطاء الأولوية للمجتمع، وينصهر الفرد دائما في الوجود الجماعي وينصاع للإجراءات الصادرة من أجل تحقيق الفعالية في مواجهة الخطر”.

ونوه المتحدث إلى أن هذا الإنفتاح سمح في فترة إنتشار هذا الوباء “من إتخاذ إجراءات ضد الخطر بنفس الطرق التي يستعملها كافة سكان المعمورة وربح الوقت في سباقهم ضد إنتشار الفيروس بفضل آلياتها الخاصة بالحماية التي ورثتها من المراجع التارخية والأسس الثقافية للمنطقة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى