أبرز مشاركون, في ندوة بعنوان "دولة الأمير عبد القادر الجزائرية الحديثة, ميراث مستمر", اليوم الأحد بالجزائر العاصمة, "شجاعة وعبقرية" هذه الشخصية التاريخية الفذة التي قاومت الاستعمار الفرنسي وجمعت بين السلاح والقلم.
وفي مداخلة له خلال هذه الندوة المنظمة,على هامش الطبعة ال28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, المنظمة من 29 أكتوبر إلى 8 نوفمبر الجاري, أكد الأستاذ جمال يحياوي, أن الأمير عبد القادر (1808-1883) "شخصية تاريخية بارزة وقائد فذ وعبقري, أظهر شجاعة كبيرة في مقاومة الاستعمار الفرنسي, الأمر الذي جعل صيته يتجاوز حدود الوطن حتى وصف بأنبل الرجال العرب, خلال القرن ال19".
وتطرق الباحث في نفس السياق, إلى "حنكة الرجل وقدراته السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية المتكاملة", والتي مكنته من "تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة وإنشاء جيش نظامي خاض من خلاله مقاومته الشهيرة ضد المستعمر الفرنسي".
كما عرج الأستاذ يحياوي على جوانب أخرى من شخصية الأمير عبد القادر,الذي كان أيضا "مفكرا و فيلسوفا وشاعرا ومؤسسا للقانون الإنساني الدولي", الأمر الذي مكنه من "ترك بصمة مميزة خلال القرن 19 ", من خلال اهتمامه بالبعد الإنساني والثقافي والاجتماعي في حياة الدول والأمم والشعوب.
من جانبه ركز الأستاذ بويجرة بشير محمد, في مداخلته ,على "عبقرية الأمير عبد القادر, ابن الزاوية القادرية ببعدها الصوفي في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة وحكمته في تجسيد دولة وطنية نالت اعتراف كل العالم", مبرزا أهم الصفات التي طبعت شخصية الأمير و التي "مكنته من قيادة دولة بدأت بمبايعة منحته الشرعية اللازمة لقيادة جيش استطاع أن يهزم أقوى جنرالات فرنسا الاستعمارية في تلك الفترة, من خلال خوضه لأزيد من 100 معركة", أشهرها خنق النطاح, المقطع ,سيكاك, حصار مزغران, وغيرها.
بدوره تحدث الأستاذ مصطفى خياطي ,عن الجانب المؤسساتي لدولة الأمير عبد القادر الذي كرس بأفكاره كل أشكال السيادة على غرار "الراية و العملة النقدية, والهيئات الاستشارية و استحداث مقاطعات إدارية, وكذا القضاء", علاوة على قيامه بـ"إنشاء صناعة عسكرية و مراكز للاتصال".
وفي مداخلة أخرى أشار عابد سلطانة, أن مقاومة الأمير عبد القادر كانت "استثنائية بكل المقاييس", لاسيما من حيث تنظيم, جمع بين "الحكمة والقوة والذكاء",ما أهله للتأسيس لمشروع اجتماعي وحضاري تجسد من خلال المقاومة التي خاضها بشجاعة وبسالة.
كما تطرق المشاركون في مداخلات أخرى إلى جوانب من شخصية الأمير عبد القادر, لاسيما نشأته, تعليمه, مبايعته ثم تفاصيل مقاومته و صولا إلى فترة إقامته ببلاد الشام.

