أقلام التلفزيون

علاقة الجزائر مع أميريكا لن تتغير مع بايدن

بقلم د. حمود صالحى

المتتبع للعلاقات الجزائرية الأميريكية يلمس ذلك الاحترام المتبادل والذى تكنه أميريكا للجزائر من خلال علاقاتهما الثنائية التاريخية. خذ مثلا نظرة أميريكا  للثورة الجزائرية التي ساندها السيناتور “جون كيندي” عام ،1957 و فيلم “معركة الجزائر” الذى منع عرضه فى قاعات السنيما الأميريكية في الستينات تخوفا لما قد يحدثه من آثار على “حركة الحقوق المدنية” التى كانت تعيشها أميريكا آنذاك، عرض هذا الفيلم على  الجنود الأميريكيين ابان حرب العراق. وقد لمسنا هذا الاعجاب فى زيارة كاتب وزارة الدفاع “مارك أسبر” الذى خصص جزءا من رحلته بالوقوف على الصرح التذكارى بمقام الشهيد فى عاصمة الجزائر.

ضف على ذلك ما تعلق بالشأن الديبلوماسي، فلاتزال أميريكا تستشهد بالدور الجزائرى  الفعال في حل أزمة الرهائن و إطلاق سراح 52 ديبلوماسى أميركي احتجزوا لمدة 444 يوما بطهران من طرف مجموعة من الطلبة الايرانيين تنديدا منهم على قبول أميريكا طلب الشاه الايرانى الفار بحجة علاجه الطبى؛ ناهيك، عن ادراك أميريكا الواضح بالدور المحوري التى تلعبه الجزائر من أجل استتباب الأمن بالمنطقة على غرار سياسة المصالحة الوطنية و حسن الجوار.

وعلى الرغم ما سردناه عن مسار العلاقات الجزائرية الأميريكية الا انها وسمت “بالماضى المعقد والمستقبل اللامؤكد” مثلما وصفته “مؤسسة “بروكينز” الفكرية”. ومن الطبيعى أن تبقى هذه العلاقات الثنائية على حالها خاصة مع انتخاب “جو بايدن” رئيسا لأميريكا الذى سيحكمها فى ظروف استثنائية داخلية مثله مثل الرئيس عبد المجيد تبون. و بناء على المعطيات الحالية فان “بايدن  سيسخر كل طاقته على ايجاد حلول ناجعة لانعاش الاقتصاد والخروج من الازمة التى تسببها  جائحة كورونا.

وكل متتبع للشان الامريكىى يمكنه التنبؤ بان سياسة الرئيس المنتخب “بايدن” ستكون نسخة عن سياسة الرئيس الأسبق “باراك اوباما” بدليل ـأن معظم أعضاء طاقمه الاستشارى للسياسة الخارجية اشتغلوا مناصب سابقة في إدارة الرئيس “اوباما”، وهم اديولوجيا يمثلون الاتجاه التقليدي في الحزب الديمقراطي بمعني انهم يؤمنون بدور المؤسسات في بلورة السياسة الخارجية واستمراريتها؛ فلا نترقب اذن أن يحدث اختلاف جذري عن سياسة الرئيس الحالي “دونالد ترامب” حول الجزائر أو المنطقة.

علاوة على هذا، فان “جو بايدن” يميل في فكره الى النهج التعددي في إدارة السياسة الخارجية. وكما جاء في مقال له مع مجلة “الشؤون الخارجية” تحت عنوان “لماذا يجب علي أميركا ان تقود مرة اخري: إنقاذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد ترامب”، فانه سيسعي الي احترام آراء حلفاء اميريكا ومشاركتهم البناءة للوصول الي حل أزمات العالم الحالية والمستقبلية. وبالاخص يذكر “وعلى ذلك، يجب ان تكون الديبلوماسية هي الاداة الآولي للقوة الأميريكية، انني فخور بما حققته الديبلوماسية الأميريكية خلال إدارة “اوباما وبايدن”.

وخلاصة الحديث يأتى فى استنتاج حول ما وصل اليه “المجلس الاوروبي للشؤون الخارجية” القائل بان ادارة  “جو بايدن” ستعزز دور وزارة الشؤون الخارجية فى تنفيذ السياسه الخارجية مثلما فعلت ادارة “اوباما” سابقا، وهذا يعني ان مستقبل السياسة الخارجية الاميريكية نحو الجزائر ستستمر بمنهج احترام المباديء والذى ترتكز عليه الجزائر خاصة ما تعلق بسياسة حسن الجوار وسيادة الدول.

حمود صالحى من لوس انجلس، أميريكا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى