تم عصر اليوم الأحد تشييع جثمان فقيد الموسيقى الجزائرية، الفنان الراحل نوبلي فاضل، إلى مثواه الأخير بمقبرة شرشال (تيبازة)، في أجواء مهيبة.
وحضر مراسم التشييع أفراد عائلة الفنان الراحل وأقاربه وعدد من الوجوه الفنية من أصدقائه، حيث رافقوه إلى مثواه الاخير وسط أجواء من الحزن والأسى لفقدان أحد أعمدة وعمالقة الموسيقي الجزائرية الأصيلة.
ووصف ممثل وزيرة الثقافة و الفنون، يحياوي بلال، وفاة الراحل نوبلي فاضل ب"الفاجعة" التي ألمت بالأسرة الفنية الوطنية، مبرزا خصال الرجل و مكانته كأحد أعمدة الموسيقى "الذي ترك بصمته على الساحة الوطنية و العربية والعالمية".
وأضاف يحياوي أن المرحوم "ترك سجلا حافلا بالأعمال، وتجاوزت سمعته الحدود الوطنية ليكون خير سفير للثقافة و الموسيقى و الفن الجزائري، فضلا عن خصاله الإنسانية الراقية التي عرف بها".
من جهته، أبرز الفنان يوسف الشرشالي الذي جالس الفنان كثيرا خلال فترة مرضه "شجاعته و إرادته القوية التي جعلته يصارع المرض بكل عزيمة" ، مبديا "أسفه إزاء فقدان الساحة الفنية لأحد عمالقة الفن و الموسيقى بالجزائر".
بدوره، تطرق منتج الافلام، عامر بهلول، الذي خاض معه عدة تجارب في مجال تلحين موسيقى الافلام على غرار سلسلة "جحا" و مسلسل "بين يوم وليلة"، للخصال الإنسانية التي عرف بها الراحل نوبلي فاضل، وطيبته وهدوئه و تواضعه وأخلاقه العالية وعشقه اللامحدود للفن و تفانيه في أداء عمله بكل روح وطنية وإخلاص.
وقال بهلول في شهادته عن الراحل أنه "كان رجلا وطنيا و عاشقا للفن ومتشبثا بالتراث، ومثقفا وموسيقيا من الطراز العالي ما جعله يبدع في مجال اختصاصه، حيث كان من الاوائل الذين مازجوا بين الموسيقى الجزائرية و الفلامينكو، كما أبدع في إنتاج وصلات تجمع بين الموسيقى الجزائرية والشرقية".
كما نوه الشاعر والقاص بوزيد حرز الله، الذي بدا شديد التأثر، ب"الحس الفني الراقي للراحل وثقافته العالية" واصفا إياه ب"القامة الموسيقية العربية و العالمية التي برحيله فقدت الجزائر أحد رموزها الفنية الكبيرة في الفن الاصيل و الطرب" مستذكرا قوته و شجاعته في مواجهة المرض طيلة 20 سنة من المعاناة "في صمت و دون ضجيج"، كما قال.
وانتقل صباح اليوم بمستشفى المهام بشرشال، الراحل نوبلي فاضل إلى جوار ربه عن عمر ناهز ال74 سنة بعد صراع طويل مع المرض. واشتهر الراحل بعزفه الجميل على آلة العود وتعامله مع عدة فنانين معروفين وشعراء جزائريين وعرب كبار، منهم محمد راشدي وسلوى، وحميدو وفلة عبابسة وحسيبة عمروش والفنان العربي الكبير وديع الصافي وميادة الحناوي ومحمد الحلو ولطفي بوشناق، وزياد غرسة وغيرهم. كما برز فنه الإبداعي في تأليف موسيقى أفلام تلفزيونية وسينمائية جزائرية وتحصل على عدة جوائز.

